شاهر النهاري

اتحاد الصحافة الخليجي

الجمعة - 20 يناير 2017

Fri - 20 Jan 2017

انطلقت الفكرة الأولى لهذا الاتحاد الصحفي سنة 2005، حيث كانت المنامة عاصمة البحرين محتضنة اجتماعاته الترتيبية، حتى اكتمل نتاجها بانتخاب الإعلامي والصحفي القدير الأستاذ خالد المالك رئيسا من قبل الجمعية العمومية للاتحاد بالإجماع، في الاجتماع الذي تم برعاية معالي وزير شؤون الإعلام البحريني علي الرميحي، يوم 17 /1 /2017م، وبحضور ممثلين عن الصحف الأعضاء من دول مجلس التعاون واليمن.



وقد أعلن الأمين العام للاتحاد الأستاذ ناصر العثمان أنه قد تم انتخاب رئيس وأمين عام جديدين للاتحاد وأمانة عامة جديدة، إضافة إلى اعتماد مشاريع جديدة متعددة.

ومثل هذا الاتحاد ينبع من الحاجة الخليجية الماسة لتوحيد الكلمة الصحفية، وتقريب وجهات النظر، والتصدي لما تواجهه دول الخليج مجتمعة من هجمات إعلامية مغرضة يقصد من ورائها الإساءة إلى منظوماتها التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية، فجاء الاتحاد لمواجهة الإعلام المحرض والمتسبب في زرع ورعاية ونشر الإرهاب الدولي، كما أن الاتحاد يملك نظرة مستقبلية للتواصل الفعال مع إعلام وشعوب الدول الصديقة.



ومما لا شك فيه أن تكوين هذا الاتحاد كان صعبا، خاصة مع وجود بعض الاختلافات بين صحافة الدول الأعضاء، في الإرث الصحفي، والمعطيات والإمكانات، ومساحات الحرية الفكرية، إضافة إلى اختلاف مزايا وحقوق الأعضاء التابعين للمنظومة من كتاب وصحفيين وإعلاميين.



ورغم ذلك فقد نجح الاتحاد في البدء من الأعلى، بتوحيد العقيدة، وتحديد الهدف، والرسالة، وتكوين القيادة والعضوية العليا، والتوافق على استمراريتها.

ولكن ما من شك أن ما سيتبع يحتاج إلى جهود عظيمة في التنسيق والترتيب الأشمل، وبما يخص عموم الوظائف الفرعية في الدول المشاركة، وتحديد دقائق السياسات والإجراءات والممارسات في العمل الصحفي اليومي، ليكتمل توحيد جميع الجوانب بين الأعضاء التابعين لهذا الاتحاد.



فعلى سبيل المثال توجد في السعودية هيئة للصحفيين، وهي غير مفعلة منذ نشأتها، بينما نجد في دولة مثل الكويت جمعية فاعلة للصحفيين، تمثل دور النقابة الفعلي، بجمع شمل الإعلاميين، ورعايتهم، والدفاع عنهم مهنيا، وحماية حقوقهم الفكرية، والاعتناء بأسرهم وأحوالهم المادية في حالات العجز أو الوفاة، كما تقوم بكثير من المهام الحيوية لخدمتهم حسب لوائح وقوانين مدنية مشهرة.



كما أن محاربة الإرهاب الفكري تحتاج إلى منظومة فكرية مشتركة متفاعلة، وقدرات مباشرة للعطاء العقلاني، والترجمة الحية لما يتم طرحه في الصحافة الخليجية، بالإضافة لقنوات نشر قادرة على الوصول إلى كل الشعوب والزوايا.



وما يلفت النظر هو فوز السعودية بالمراكز القيادية الأولى للاتحاد، مما يدل على شعور أبوي يخصها عند دول الخليج، خاصة مع حجمها وموقعها الجغرافي وحدودها الاستراتيجية، زيادة على موقعها الروحي بين الدول العربية والإسلامية، وأخيرا إلى وضوح وقوة وحزم مواقفها السياسية والعسكرية، وتصديها لمختلف التحديات الخارجية، التي تواجه جميع دول الخليج، ودورها الفاعل في مناطق النزاع العربي المختلفة.



اتحاد فكري صحفي مبشر، وقد يكون خطوة متينة على خطى وحدة خليجية متكاملة، وكم نتمنى أن يتم مستقبلا إشراك جميع الدول في إدارة الاتحاد، واختيار بعض العناصر الخليجية الشابة القادرة على مواكبة العصر الحديث، فلا تغفل للاتحاد عين عن تسارع التقنية والوسائط الالكترونية، والنظريات الفكرية المتسابقة للوصول إلى أبعد مدى، وعلى طول الوقت.



[email protected]