ورقة بيضا.. فيلم لبناني بمعايير عالمية يثير الجدل والغضب

الخميس - 19 يناير 2017

Thu - 19 Jan 2017

أثار فيلم «ورقة بيضا» الذي بدأ عرضه في الصالات اللبنانية أمس ردود فعل متفاوتة وجدلا حادا في صفوف الصحفيين والنقاد، بين من رأوا فيه فيلما عنيفا ومسفا لا يعكس الواقع اللبناني، ومن وصفوه بأنه نقلة نوعية بمعايير عالمية.



ويتناول الفيلم الذي تولى إخراجه الفرنسي هنري بارجيس وأنتجه طارق سكياس، قصة لانا (دارين حمزة)، وهي أم وزوجة أدمنت لعبة البوكر، يقودها هوسها مع صديقتها جيني (الكسندرا القهوجي) إلى العالم السري وأجواء العصابات فتتورطان في مشاكل مع قاسم (غبريال يمين) الرجل الدموي الذي لا يرحم.



وقال بارجيس في مقابلة وزعت مع الملف الصحفي للفيلم إن ورقة بيضا فيلم قاس وعنيف أحيانا، ولكن العنف فيه مطعم بالفكاهة، على غرار عالم المخرجين الأمريكيين الأخوين جويل وإيثن كوهين. لكن هذا النمط السينمائي غير المألوف في السينما اللبنانية، والذي يزاوج بين المشاهد العنيفة والكوميديا السوداء، شكل صدمة لعدد من الصحفيين، فحملوا بشدة على الفيلم، منتقدين ما احتواه من عنف وإسفاف، وفق تعبيرهم. ووصف بعضهم الفيلم بأنه إرهاب السينما اللبنانية وورقة سوداء بتوقيع داعش، فيما أخذ عليه آخرون تضمنه جرعات من المحرمات في المجتمع اللبناني، وعدم تعبيره عن واقع وطن خليل جبران وسعيد عقل وفيروز. ووصفت الصحفية كارولين بزي الفيلم بأنه يحتوي على عدد من المشاهد والشتائم تتعدى الجرأة وتصل إلى حد الابتذال. وقالت «من بين كل 10 كلمات ثمة نحو 9 كلمات سباب، وثمة مشاهد يجب ألا تمر». وأضافت: إذا كانت رسالة الفيلم تحذير الناس من مخاطر عالم القمار والمخدرات، فهو لم ينجح إطلاقا في تحقيق هذا الهدف. في المقابل نال الفيلم استحسان عدد من الصحفيين والنقاد الذين رأوا فيه فيلما بمعايير عالمية، يشكل علامة فارقة في تاريخ السينما اللبنانية. ودافع الناقد محمود حجازي عن الفيلم وقال: هذه العبارات النابية هي لغة تجار المخدرات والخارجين عن القانون والآداب، وأهل المجتمع الدموي الذين يسلط الفيلم الضوء عليهم، غير إن الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة تحدث عن وجود مشاكل سينمائية جديرة بالنقاش في الفيلم، لكنه رأى أنه يعكس شيئا حقيقيا واضحا من طبيعة الحياة اللبنانية، أو بالأحرى جوانب منها.

الأكثر قراءة