هل ستهمش أوروبا دوليا في عهد ترامب؟

الخميس - 19 يناير 2017

Thu - 19 Jan 2017

تواجه أوروبا مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فترة من الغموض، مما يضطرها إلى رص صفوفها لكيلا تجد نفسها مهمشة على الساحة الدولية، بحسب مسؤولين ومحللين.



وذكروا أن تصريحات ترامب الأخيرة ترسخ الشعور بوجود جهل ممزوج بـ»عدم الاكتراث» من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب حيال أوروبا بعد أن أعلن أن حلف شمال الأطلسي «أصبح من الماضي»، وأن الاتحاد الأوروبي إلى مزيد من التفكك بعد بريكست.



وأوضح معهد كارنيجي فرع أوروبا أن أمريكا برئاسة ترامب ستركز اهتمامها على الصين وروسيا وإيران وتنظيم داعش.



ستيفن ليهن وهيذر غراب، وهما خبيران في معهد كارنجي أوضحا في مذكرة نشرت أخيرا أنه «عندما ستتعامل واشنطن مع أوروبا فإنها ستقدم على هذه الخطوة مع دول محددة على الأرجح»، مشيرين إلى ضرورة «اتحاد» القادة الأوروبيين ليكون صوتهم أقوى وأكثر ثباتا على الساحة الدولية، كما أكد عدد منهم وفي مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.



وكانت ميركل ذكرت في بروكسل في 12 يناير حتى قبل أن يطلق ترامب تصريحاته النارية «علينا ألا نخدع أنفسنا من قبل بعض شركائنا التقليديين، وأفكر هنا في العلاقات عبر الأطلسي، ليس هناك أي ضمانة أبدية لتعاون وثيق معنا نحن الأوروبيين»، مضيفة «بالتالي إني على قناعة بأن على أوروبا والاتحاد الأوروبي التعلم مستقبلا بتحمل مسؤوليات أكبر في العالم».



ركيزة دفاعية أوروبية

وأشار مسؤولون في المؤسسات الأوروبية إلى تعزيز الوسائل الدفاعية المشتركة مشددين على «ضرورة ضمان أمن» المواطنين حيال تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين وتكثف الأعمال الإرهابية، مضيفين «ينبغي معرفة ما إذا كنا سنفعل ذلك فقط في إطار حلف شمال الأطلسي، حيث 22 بلدا من البلدان الـ28 أعضاء أيضا في الاتحاد الأوروبي»، وهو الخيار المفضل حتى الآن أو نعمد إلى بناء «ركيزة دفاعية» ضمن الاتحاد الأوروبي.



وفيما أفاد فيليكس ارتيجا من معهد «ريل انستيتوتو الكانو» الإسباني أنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي كما ألمح الرئيس المنتخب «على دول الاتحاد أن تفكر في زيادة استقلاليتها الاستراتيجية»، قال دبلوماسي أوروبي إن عملية بهذا الاتجاه «أطلقت»، مضيفا «لا نعمل فقط وفقا لتصريحات ترامب».



وتحث باريس وبرلين منذ خريف 2016 العواصم الأوروبية الأخرى على دعم هذه الإمكانات للاستقلالية لجهة نشر قوات في أفريقيا على سبيل المثال.

وحول الحلف الأطلسي اقترح الخبير في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في بروكسل فيفين برتوسو التقليل من شأن مواقف ترامب، قائلا «انتقاد مستوى الإنفاق غير الكافي للحلفاء الأوروبيين ليس بالخطاب الجديد بالنسبة إلى رئيس أمريكي».



وأضاف المحلل «بالتالي كان لمواقف روسيا عواقب سريعة على النقاشات في الحلف وأيضا على النفقات الدفاعية التي ارتفعت في السنوات الأخيرة في كل أنحاء أوروبا»، مشيرا إلى «تراكم أسباب التوتر» مع موسكو والتي تخطت النزاع في أوكرانيا الذي اندلع في 2014 كالتدخل في النقاشات السياسية وقلة الشفافية في التدريبات العسكرية.



توقعات حول أوروبا

أنجيلا ميركل

«أفكر في العلاقات عبر الأطلسي، ليس هناك أي ضمانة أبدية لتعاون وثيق معنا نحن الأوروبيين».



معهد كارنيجي فرع أوروبا

«الولايات المتحدة برئاسة ترامب ستركز اهتمامها على الصين وروسيا وإيران وتنظيم داعش».



الخبيران ستيفن ليهن وهيذر غراب

«على القادة الأوروبيين الاتحاد ليكون صوتهم أقوى وأكثر ثباتا على الساحة الدولية».



فيليكس ارتيجا من معهد ريل انستيتوتو الكانو الإسباني

«إذا انسحبت واشنطن من الأطلسي على الاتحاد الأوروبي التفكير في زيادة استقلاليته الاستراتيجية».



الخبير في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في بروكسل فيفين برتوسو

«انتقاد مستوى الإنفاق غير الكافي للحلفاء الأوروبيين ليس بالخطاب الجديد بالنسبة إلى رئيس أمريكي».