لعشاق الهاشتاق

الخميس - 19 يناير 2017

Thu - 19 Jan 2017

تويتر، تلك النافذة الجميلة للتغريد التي استطاعت في زمن قياسي أن تتربع على قمة الهرم بين وسائل التواصل الاجتماعي، يعتبر المنصة الضخمة للتواصل مع الكثيرين من جميع أرجاء العالم، للعلم أو الاستكشاف أو الثقافة وغيرها.



ونحن هنا في المملكة، وبفضل الله، وفي ظل رغد العيش والحياة الكريمة التي نعيشها لا يكاد يخلو بيت من مستخدم أو عدة مستخدمين لهذه الوسيلة الجميلة والسريعة، لكن ـ وعلى قول أحبابنا المصريين «الحلو ما يكملش» ـ ففي طرف هذه النافذة ما يعرف بالهاشتاقات النشطة التي تتصدر(الترند)، ومنها السياسي والثقافي والاجتماعي والدعائي، وتعج بالغث والسمين.



وهذا التباين شيء طبيعي لاختلاف المستوى التعليمي والثقافي بين المشاركين، إلا أن ما يحز في النفس، ويبكي العين، ويدمي القلب هو ما نشاهده من سقوط أخلاقي في عناوين هذه الهاشتاقات المسيئة لمجتمعنا والدخيلة عليه، وما يوجد بداخلها من كم هائل من المغردين السيئين، وما يوجد ببعضها من همز ولمز وإشاعات وحقد وكراهية، وإعلانات لمواقع جنسية، والأكثر مرارة واستغرابا هو وصولها وتصدرها (للترند) بسبب كثرة المشاركين، أو دفع مبالغ مالية من أجل ذلك. لسنا شعبا ملائكيا، لكننا بحاجة ماسة لأشياء إيجابية تعيد (نبض القلوب) لطبيعته، فمثل هذه الأشياء رسمت لنا مستقبلا أكثر شؤما وسوادا.



لست ضد الضحكة وصناعة (النكتة)، لكنني ضد نشر فساد من هذا النوع، فنحن نستطيع أن نخلق من هذه الوسيلة حوارا مفيدا ونقدا راقيا وأفقا جميلا.

بحمد الله، الغالبية تنكر مثل هذه السخافات، لكنها بعد جيل أو جيلين قد تغرق الجميع فتصبح داء عضالا ميؤوسا من شفائه.



من تعود على صعود هذه القوارب الشاذة والتجديف فيها أنصحه بأن يتوقف عن ذلك.



اختاروا لحروفكم أيها (التويتريون) هاشتاقات مفيدة لتفيدوا وتستفيدوا، فالقلم أمانة سنسأل عنه جميعا أمام الله، وليكن همنا الأول رفعة ديننا ثم وطننا وحكومتنا وشعبنا.