آلاء لبني

وباء العنف والظلم

الخميس - 19 يناير 2017

Thu - 19 Jan 2017

تفنى الليالي وتنقضي الأعمار وتمر السنون ونحن نعيش تحت كتلة من الحمم والعنف، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، أهو زمن مشؤوم؟!! أم يا ترى لحقت بنا قوة الشر السحرية، سحرت عقولنا ونحتاج من يرقينا!

وأبلغ من دافع عن الزمان الإمام الشافعي حين قال:

نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب

ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب

ويأكل بعضنا بعضا عيانا



الحاضر انعكاس الماضي، وكتب التاريخ تنطق بويلات كتبت بقلم يقطر دما، تتلاحق أخبار الظلم والعنف والقتل والكراهية في كل زاوية، وفي كل مدينة حكاية مريرة وذكريات في قلوب منكسرة، من طفل مستعبد في بورما شرقا، حتى مبتعث مغدور به في أمريكا غربا، ومن قلب تركيا أرواح تزهق بلا سبب وألسنة تتشمت بالنهاية المؤلمة لنفوس عاصية! ومن البحر المتوسط (بحر الشقاء) واللاجئين الغارقين، ومن صقيع البرد في اليونان وتجمد اللاجئين، إلى سوريا الضياع والنهب والتشريد والقتل، لعراق الفرقة الطائفية والجوع، لم ينته طريق الآهات والويلات، درب النزوح والهجرة يمتد من أفغانستان إلى ما لا نهاية.



الكراهية والعنف وباء عالمي ليست هناك منطقة محمية منه، ولكن ما يحد ويحجم من أثر هذا العنف من دولة لأخرى النظام والعقوبات والإجراءات المتبعة والفكر الإنساني فيها، مع هذا لم تسلم أمريكا من انتصار صوت الكراهية فيها (ترامب) بكرسي الرئاسة، مما يعرض المسلمين لهجوم الأيدي العنصرية.



ماذا عنا هل نحن بأمن وأمان يجعلاننا نتجاهل كل أشكال العنف بمجتمعنا ونصف كل حادثة بالندرة والتصرفات الدخيلة، الوباء بيننا في عقر دارنا يتخلل بأذرع أخطبوط متشابكة قوية، يطرب البعض لسوط العصا ولبكاء مقهور ففيه صوت لانتصار الكراهية. صور متعددة من الظلم، جنين مطعون وهو في بطن أمه، وزوجة مقتولة على يد من تولى أمرها، طفلة يكتم أنفاسها والدها ليحرق فؤاد أمها، ابن عاق إرهابي تلوث عقله فقتل أمه، أب مكلوم بمصيبته ولا يقبل العزاء في ابن بار يتحول في ليلة وضحاها لإرهابي، داعشي يقتل ابن عمه..الخ.



تضج المدارس والمنازل والشوارع بأشكال العنف التي أصبحت تعد إحدى الطرق الناجحة لكبت المشكلات! النفس التي بين أضلعنا قد تتحول لوحش كاسر بحجة التهذيب والتأديب (اللهم قنا شرور أنفسنا). ليس بمستغرب أن تسمع أبا يهدد ابنه بالكسر، وبعد زمن قد يؤذيه فعلا بكل بساطة، نظرية البعض ربط الألم الشديد بالخطأ يمنع تكراره !؟ ليس بمستغرب أن ترى أما تضرب أبناءها ليل نهار ولا تشعر حتى بذنب! لا جديد غير أن صورة العنف والبطش وحتى القتل أصبحت حاضرة بين جدران البيت الواحد، وتكرار هذه الظواهر ليس أمرا عاديا، ويجب أن تتضافر الجهود بين الشؤون الاجتماعية وحقوق الإنسان والجهات المختلفة ذات العلاقة، كل ظاهرة سلبية اجتماعية إيذاء، عنف، إرهاب...الخ، يجب أن تدرس بمنطلق علمي بهدف التعرف على الأسباب والحلول، مع وضع عقوبات رادعة تعمل على منع تطور أشكال العنف في مجتمعنا.



ختاما منابر المساجد قد تساهم في بث روح الرحمة والتراحم لو اتصف بها الخطباء أنفسهم.