السماحة والتسامح ومحاسنهما المحمودة

الأربعاء - 18 يناير 2017

Wed - 18 Jan 2017

السماحة والتسامح معناهما التساهل واللين والصفح، وهما من الأخلاق السامية ومن الصفات الكريمة إذا كانت في الإنسان فيقال إن فلانا سمحا ومتسامحا وذلك لمعاملته مع الناس المعاملة السمحة الحسنة التي تجعله محبوبا من قبلهم، لكون أن السماحة والتسامح من أفضل الأخلاق والخصال الحميدة، وقد ورد عنهما في القرآن الكريم بعض من الآيات منها ما جاء في الآية 22 من سورة الرعد قول الله تبارك وتعالى (ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار)، وفي الآية 85 من سورة الحجر قال تعالى (فاصفح الصفح الجميل)، وفي الآية 96 من سورة المؤمنون قال الله جل وعلا (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون)، وفي الآية 63 من سورة الفرقان قال الله عز وجل (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)، وفي الآية 34 من سورة فصلت قال الله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، وفي الآية 89 من سورة الزخرف قال الله تبارك وتعالى (فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون).



هذا ومما ورد من الأحاديث عن السماحة والتسامح فمن حديث جاء فيه (اتبع السيئة الحسنة تمحها)، ومن حديث جاء فيه (رحم الله رجلا سمحا إذا باع أو اشترى وإذا اقتضى)، ومن حديث جاء فيه (يسروا ولا تعسروا)، ومن حديث جاء فيه (أحب الدين إلى الله الحنفية السمحة).



هذا ومن الأمثال التي قيلت في السماحة والتسامح، (أسمح من مخة الرير) وهو المخ الذي ذاب في العظم، وقد قيل (اسمح من لافظه)، وهي الرحى تلفظ ما تطحنه وقيل (الرباح مع السماح) أي إن الجود يورث الحمد ويربح المدح.



ومما قيل من الشعر عن السماحة والتسامح قول الإمام الشافعي رحمه الله:

يغطى بالسماحة كل عيب

وكم عيب يغطيه السخاء

وقال شاعر:

تبكي الحنيفية السمحاء من أسف

كما بكى لفراق الإلف هيمان

وقال شاعر:

سامح صديقك إن زلت به قدم

وليس يسلم إنسان من الزلل

وقال آخر:

اغمض للصديق عن المساوئ

مخافة أن أعيش بلا صديق



لذا أحببت أن أذكر ما ورد سالفا عن السماحة والتسامح، آملا أن تكون السماحة ويكون التسامح بين الإخوة المسلمين. وبالله التوفيق.