عبدالحليم البراك

بنات الرياض يهزمن الليبراليين والصحوة!

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 16 يناير 2017

Mon - 16 Jan 2017

أنا لا أتكلم عن رواية «بنات الرياض» للكاتبة رجاء الصانع، وروايتها البيضة اليتيمة التي ترجمت لعدة لغات وتعرضت فيها لمجتمع بنات الرياض، بل أتعرض لبنات الرياض، وأقصد بنات الرياض!



قبل ثلاثين عاما، تصارع الليبراليون والإسلاميون الأكثر انفتاحا مع تيار سلفي حول كشف المرأة لوجهها، ولأن بنات الرياض لم يدخلن الحوار عمليا، فقد غطين وجوههن بنقاباتهن، ولم يعبأن بالحوار الساخن الذي جند فيه الليبراليون أقوال الشيخ السلفي الألباني في فتواه الأكثر شهرة في جواز المرأة لكشف وجهها، ولكن بعد ثلاثين عاما، قررت بنات الرياض كشف وجوههن في الشارع في ظاهرة متنامية بشكل سريع وسط هدوء المجتمع، وتم حسم الخلاف الصحوي / الليبرالي بطريقة عملية، وعلى طريقة «المجتمع يحسم»، في إشارة شهيرة للقضايا الخلافية في المجتمع، ويمكن القول بأن «البنات يحسمن».



نعود لبنات الرياض، الآن تشترط بعض بنات الرياض على أزواجهن كشف وجوههن، وأخر عزفن عن الزواج لأن الأزواج المتقدمين يريدونهن بنقاباتهن، وبعضهن يقبلن بنقاب في الحارة فقط، وبعد الحارة بعشرة أمتار فقط ينزعن النقاب ليعدن متحجبات، وأخريات خضعن للنقاب أمام أهلهن فقط، وأخريات وافقن شريطة أن يتخلين عنه في الطائرة في أقرب سفر سياحة..

بنات الرياض لهن كلمة هذه المرة، بعيدا عن صراعات المثقفين، ومعارض الكتاب، والصحف وتويتر، والجدل الفقهي، والغريب جدا انتشار كشف الوجه بهدوء، فالأب ساكت، والزوج مستتر، والأخ مشغول، والبنت كاشفة، والأم تقول «الله يهديهن»..



أما عن بقية بنات المملكة فهن كالآتي:

- بنات جدة، حسمن الموضوع من سنوات، والموضوع خاضع للتنوع الثقافي الموجود في جدة ومكة نتيجة الاختلاط بالثقافة الزائرة للأماكن المقدسة، فلم يكن الموضوع في الحجاز ذا قيمة..



- بنات الخبر والدمام: غير معنيات بحوارات وقضايا بنات الرياض، إذ إن تركيزهن على الوظائف في أرامكو وبعدها يتم الحصول على كل شيء..

- بنات القصيم والشمال والجنوب: ما زلن ينتظرن ما تسفر عنه معركة بنات الرياض، ثم يقتبسن مع أزواجهن الشباب ما تنتهي عليه تجارب بنات الرياض..

هل يمكن القول إن المجتمع الذي حسم قضية وجه المرأة في الرياض، يمكن أن يفعلها في قيادة المرأة للسيارة؟!



[email protected]