بسام فتيني

فن (الردح) الثقافي الأدبي بجدة!

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاحد - 15 يناير 2017

Sun - 15 Jan 2017

أولا أعترف وأنا بكامل قواي العقلية أن الأندية الأدبية بشكل عام تمثل بالنسبة لي أكبر نموذج ومثال أستشهد به دائما في نقاشاتي مع بعض (الأدباء والمثقفين) وأنها أبراج عاجية نخبوية منفصلة تماما عن الواقع!



وأؤكد دائما بل وأصرح علانية بأنها تمثل كومة إحباط لي كلما حاولت رفع سقف التفاؤل بها، انطباعي هذا لم يأت من فراغ بل من تراكمات عديدة تخزنت في ذاكرتي عبر سنين طوال، وبالمناسبة أشاهد بين الفينة والأخرى بعض الأنشطة التي يقوم بها النادي بجدة عبر رسائل (واتس اب) يرسلها الزميل خالد قماش، وكان آخرها شيء اسمه (عبقر)!



ولعلي كذلك أسترجع زيارتي اليتيمة للنادي العام الماضي حين لبيت دعوة الزميل عبدالرحمن مرشود لحضور حلقة نقاش أو ما شابه ذلك، وأقسم لكم أني كنت كالمزهرية في صالون بيت جدتي رحمها الله، فكل الموجودين في واد وأنا في واد آخر، إنهم فعلا في ملكوت آخر يتحدثون عن شيء لا يشبهني أبدا، لكن ما لفت انتباهي أن الحضور قليل والوجوه متجهمة والضحكة غائبة والجو بارد كئيب!



في المقابل وأشهد الله على ذلك تصلني دائما دعوات لحضور أنشطة وفعاليات مبهجة تتنوع بين عروض كوميدية (رغم تحفظي على بعض مهرجيها)، ومعارض فنية وفوتوجرافية وغيرها من فعاليات بشكل متسارع ومدهش، بعيدا عن كل هذا سألت بعض الأحبة من الطرفين عن ميزانية النادي فقيل لي إنها 10 ملايين سنويا، ثم سألت عن ميزانية فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة فقيل لي إنها 50 ألفا سنويا!



لغة الأرقام هذه تسبب صدمة أخرى فبين الميزانية المليونية ومخرجاتها الصفرية استفهام، وبين الميزانية (الطفرانية) والمخرجات المتنوعة علامة تعجب! كل هذا لا يهم وليس له اعتبار حين نستشهد بلقاء تلفزيوني بين طرفي القضية، فقد تحول الحوار بين من يمثل الأدب والثقافة، ومن يمثل الفنون إلى فاصل من الردح الحي المباشر، وهو ما ينسف كل ما يقال من أن الأدب والفن ثقافة رقي. وهنا أتذكر وأفهم جيدا سبب تسمية (الإمام) محمد السحيمي هاتين الجهتين المترادحتين بأن الطرف الأول (نائي أدبي) والطرف الآخر (قمعية الثقافة والفنون)! وأخيرا أليس من المعيب أن يستمر هذا العراك المخجل؟ ولعلي أقدم دعوة مفتوحة للطرفين ليلبيا دعوتي على طبق كباب ميرو في مكة المكرمة لحل هذا الخلاف، علما أن هذا العرض مدته 24 ساعة!



خاتمة، عيب!