فارس هاني التركي

سوق الإعلانات

أرقام فارس
أرقام فارس

الاحد - 15 يناير 2017

Sun - 15 Jan 2017

سوق هائل وضخم، ويعتبر صناعة قائمة بحد ذاتها، فقد تخطى حجم سوق الإعلانات في العالم عام 2016 حاجز التريليون دولار (التريليون يساوي 1000 مليار). لماذا؟ لأن الجميع يريدك أن تشتري منتجه، فلا بد من الإعلان عنه كي تراه وتتعرفه. ما فائدة أن يكون لدى شركة منتج عظيم ولا أحد يعلم عنه؟



ما فائدة أن تطور إحدى الشركات منتجا ذا مزايا خارقة بدون أن يصل خبره لمن يمكن أن يشتريه؟ التسويق والإعلان جزء أساسي من عالم الأعمال، والشركات الكبيرة كانت دوما وما زالت تملك أفضل العقول لإدارة التسويق، وتتعامل مع أفضل وكالات الدعاية والإعلان، وتخصص جزءا من ميزانيتها للتسويق، فعملاق سوق التجزئة Procter & Gamble (والتي تمتلك وتنتج أكثر من 90 منتجا أشهرها مسحوق الغسيل تايد ومعجون الأسنان كرست وحفائظ الأطفال بامبرز) تنفق سنويا قرابة 10 مليارات دولار على التسويق لمنتجاتها، أي أكثر من 10% من إجمالي دخلها، في حين تنفق كوكاكولا رغم شهرتها 4 مليارات دولار سنويا على الإعلانات، وذلك لتذكير الناس بمنتجها وعدم السماح للمنافسين بسحب الأضواء منها.



جميع القطاعات تعلن ولكن قطاع التجزئة يحتل المركز الأول في الإنفاق، يليه قطاع السيارات بقيادة GM، ثم قطاع الاتصالات بقيادة العملاقة AT&T، ثم قطاع البنوك وقطاع التغذية. القنوات الإعلانية كثيرة ومتعددة ولكن تظل شاشة التلفاز هي أكبر وسيلة للإعلان، حيث تشكل 34% من حجم الإنفاق العالمي، يليها الانترنت بنسبة 31%، ثم الصحف والراديو، ولكن من المؤكد أن عام 2017 سوف يشهد تغيرا تاريخيا بتصدر الانترنت لأول مرة وتراجع التلفاز.



وكذلك سوف تستمر مواقع التواصل الاجتماعي في تحقيق أعلى نسب للنمو، فتويتر وفيس بوك وسناب شات سحبت البساط سريعا وبفاعلية عالية من باقي القنوات التسويقية. حجم سوق الإعلان لدينا في الشرق الأوسط يعتبر صغيرا نسبيا، فحجمه يقدر بحوالي 5 مليارات دولار فقط، ولكنه يعتبر سوقا واعدا، فمع زيادة المنافسة في العديد من القطاعات تلجأ الشركات لرفع مبيعاتها برفع ميزانياتها المخصصة للتسويق، لذلك نجد أن أكبر سوق للإعلان في الشرق الأوسط هي الإمارات بحوالي 550 مليون دولار، تليها السعودية بقرابة 320 مليون دولار.



صناعة الإعلان لدينا في تطور مستمر، وحتى المحتوى الإعلاني ارتقى كثيرا في الفترة الماضية، والجميل أن الشاب المحلي بدأ يقتحم هذه الصناعة أخيرا مما ساهم في رفع المستوى العام، حيث إن لديه وعيا وفهما أعلى بمتطلبات السوق والمستهلك المحلي.