رضوان السيد.. ريفي خاض معارك الفكر بعزم أوصله إلى العالمية

السبت - 14 يناير 2017

Sat - 14 Jan 2017

u0631u0636u0648u0627u0646 u0627u0644u0633u064au062f
رضوان السيد
يأتي فوز الدكتور رضوان السيد بجائزة الملك فيصل العالمية لهذا العام، فرع الدراسات الإسلامية، بمثابة تكريم لكل المفكرين الإسلاميين والعرب الذين تقوم أطروحاتهم على روح الحوار الحضاري بين الأمم.



وحين خرج المفكر اللبناني السيد من رحم الريف ليناطح حاضرتين عربيتين كبيرتين ـ القاهرة وبيروت ـ اللتين تضمان كثيرا من المفكرين المشاهير، فإن ذلك أكسبه جلد الباحث، وشكيمة المقاتل الذي يقارع الفكر بالفكر، ويتحول إلى رمز يشار إليه بالبنان.





عرف السيد بأنه صاحب مشروع فكري يقوم على الحوار الإنساني والحضاري بين الأمم، وعلى قواعد هذا المشروع تأسس الصرح المعرفي بين الموروثات الفكرية كافة.



لكن مشروعه هذا يعد بمثابة ميثاق كفيل بضمان الإنصاف الثقافي بين الشعوب والأمم والحضارات، لا سيما وأنه يعد التعليم العنصر الأول في منظومة تقدم الأمم، والثورة التكنولوجية الحديثة كإحدى تجليات ثورة التعليم.



خلال عمله أستاذا للدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية منذ قرابة الأربعين عاما أصدر أكثر من 25 كتابا فكريا، منها: الجماعة والمجتمع والدولة، الأمة والجماعة والسلطة، سياسة الإسلام المعاصر، الصراع على الإسلام.



غير أنه بدأ حياته العلمية بتحقيق مخطوطات السياسة الشرعية، ثم بتجميع الدارسين حوله في مجلة الاجتهاد التي تحولت إلى تيار فكرى معاصر عريض.



فمن يتتبع مسيرة حياته يجده نشأ في لبنان ليرتحل منه إلى مصر حيث درس في كلية أصول الدين، ثم ليتوجه إلى ألمانيا ليتعلم فلسفة العلوم الإنسانية، ويعود بعدها إلى لبنان مرة أخرى، فكأن منهجه مزج بين العلوم الأصولية الإسلامية برسوخها عبر الزمن، وبين مدارس العلوم الإنسانية المعاصرة في أكثر نماذجها نضوجا.



يتجلى نتاج هذا الخلط الرائع في كتاباته التي ما لبثت أن تبلورت لتصبح مدرسة علمية فكرية ممتدة من المغرب إلى الخليج، وتشعبت إلى الشرق والغرب، هذه المدرسة القائمة على نقد الفكر الإسلامي وما شابه من قصور أو جمود، علاوة على بناء فكر سياسي إسلامي معاصر مبني على أصول فقهية سليمة.



لكن قيمة السيد لم تقتصر على هذا بل امتدت إلى معاركه الفكرية ونقاشاته الحادة التي دارت بعضها في أروقة الكليات والمحافل الثقافية أو في المجلس الأعلى للثقافة في مصر أو في مكتبة الإسكندرية التي ضمته ليكون عضوا في مجلس إدارة مركز المخطوطات، وهو أحد المراكز البحثية في المكتبة.



هناك معارك أخرى خاضها ويخوضها في مقالاته المنشورة في صحف عربية عدة، وفي مجلة الاجتهاد ومجلة التسامح، ليمتد صوته إلى جامعات أوروبا والولايات المتحدة حيث درس طلابها وأشرف على رسائل دارسيها.



يعد السيد أن أي إنسان مجتهد يتوسم فيه الخير وكأنه ابنه الذي يسعى جاهدا ليوفر له من قوت يومه، ومن عصارة علمه وحماسه ليقوده إلى المزيد من البحث والتحري حتى يصل إلى إجابات مقنعة فيما يبحث فيه.



يرى أن الثورات العربية تتضمن بعدا أخلاقيا بارزا، لأن هذه القيم ليست قيما سياسية عملية فقط، بل هي قيم أخلاقية كبرى سواء في الوعي أم السلوك.



ويعتقد أن هذه الأخلاقية هي الأبرز الآن سواء لدى الشباب المدنيين أو لدى الإسلاميين، رغم اختلاف الصيغ وأحيانا اختلاف الأهداف، فالذي ندخل فيه هو رقي وتقدم أخلاقي وخروج من رذائل كبرى شرذمت منظومة القيم لدينا: قيم العدالة والحرية والكرامة وأخوة الإنسان للإنسان وعمل الإنسان من أجل الإنسان.