من خطب الجمعة

السبت - 14 يناير 2017

Sat - 14 Jan 2017

تفسيق قسري

«إغراق المجتمع في الفساد الخلقي بشتى أنواعه هدف مقصود لكل القوى المعادية للمد الإسلامي وتحت مسميات مختلفة، ويصفون المجتمعات المسلمة بالتطرف والإرهاب ويرهقونها بكل بلية بزعم محاربة التطرف، ويضخون التفسيق القسري باسم التحديث والانفتاح وغايته سلخ المجتمع من هويته الإسلامية وتحوله لغيرها وإفراغ المسلمين من عقيدة أسلافهم، وهذا يستدعي وقفة مخلصة من عامة المسلمين وخاصتهم للذود عن معتقداتهم وقيمهم الفاضلة، فمستقبلنا رهن بوفائنا لديننا، وفي سنوات قريبة مضت أَكثر الغيورون من كتاب المسلمين الذين شهدوا تمكن الاستعمار من ديارهم وجلاءه بعد ذلك من شهاداتهم ومشاهداتهم على حرص المستعمر على هدم الأخلاق خطوة خطوة، حتى رأى الواحد منهم تحولات كاملة خلال عقدين أو ثلاثة من الزمان، ذلك أن خلخلة منظومة الأخلاق وبث الشهوات هدم، والهدم سريعة تداعياته ودانية تبعاته، وإن بناء الشخصية المسلمة للمجتمع وتحصينه ضد محاولات الهدم والتخريب تستدعي ضرورة العمل الجاد في الدعوة إلى الله تعالى والحث على الأخلاق بتمثلها والدعوة إليها والتذكير بالله واليوم الآخر وبالحساب والعقاب، وربط الناس بالقرآن وعبره وعظاته، وحكمه وأحكامه، ولا مناص من الاحتساب لمحاصرة هذا الطوفان الواسع من التغييرات السلبية، ولتحقيق الواجب الكفائي الذي تندفع به العقوبة والمقت عن الأمة، وبالكلمة الطيبة والحكمة والموعظة الحسنة، وتنبيه الناس إلى ما يحاك ضدهم، وأن لا يضعف المرء لقلة الناصر وعجز الثقة».



صالح آل طالب - الحرم المكي



وعد وتوعد

«إن المؤمنين سيجدون في الآخرة الأجر الموعود والنعيم الممدود، ويتولى الله تعالى أمور عباده الطائعين ويدبرهم بأحسن تدبير في حياتهم وبعد مماتهم، وأن المؤمنين يشاهدون ما وعدهم الله في حياتهم الدنيا وتتابع ثواب الله عليهم ونعمه، وكما وعد المؤمنين الطائعين توعد الكفار الجاحدين والعصاة المتمردين، وما أنذرهم به من العذاب واقع بهم، والإنسان يبتلى بما يصرفه عما ينفعه ويوقعه فيما يضره فتنة له تثبطه عن الطاعات وتزين المعاصي ليعلم من يجاهد نفسه ويخالف هواه ممن يتبع شيطانه ويطيع هوى نفسه، عادا النفس من أعدى الأعداء للإنسان والشيطان لا يدخل إلا منها قال تعالى (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) وقال (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)، وأن ما تتصف به النفس من الجهل والظلم تبعد صاحبها عن التصديق بوعد الله، وإن وعد الله حق قال تعالى (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور) وفي الحديث (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) فعلى المسلم أن يحاسب نفسه».



علي الحذيفي - الحرم النبوي