مشرد لكنه مختلف

الجمعة - 13 يناير 2017

Fri - 13 Jan 2017

المشردون الذين يقدر عددهم بالملايين في العالم هم أولئك الأشخاص الذي لا يجدون مأوى آمنا يبيتون فيه؛ ولذلك فإنهم يمضون ليلهم على أرصفة الشوارع، والحدائق، والأماكن العامة غير المخصصة للمبيت؛ ومن الأسباب التي تضطرهم إلى التشرد: الفقر؛ أو عدم الحصول على عمل أو فقدانه؛ أو إدمان المخدرات؛ بالإضافة إلى الحروب والصراعات المسلحة!



«فيلاني» البالغ من العمر 24 عاما ويعيش في جوهانسبيرج عاصمة جنوب أفريقيا كان أحد المشردين الذين لا مأوى لهم؛ بسبب فقره وعدم حصوله على وظيفة توفر له المسكن والمأكل؛ لكنه مختلف عن المشردين الآخرين!



في بداية تشرده كان يمتهن التسول ليحصل على قوت يومه؛ وبعد مدة من الزمن قرر أن يتوقف عن التسول ويستثمر عشقه للقراءة - هوايته المفضلة - في كسب رزقه فبدأ بالوقوف على أرصفة الطرق وفي الأماكن العامة حاملا معه مجموعة من الكتب التي قام بقراءتها؛ ثم يقدم للمارة استعراضا شفهيا عن الكتاب الذي يختارون شراءه، ومحتوياته، ونقده الشخصي للكتاب ومراجعة لأعمال الكاتب ودار النشر.



ويرى «فيلاني» أن القراءة هي وسيلة لكسب المال لنفسه بالإضافة إلى مساعدة الآخرين في اكتساب المعرفة؛ ويضيف: إن القراءة لا يمكن أن تكون ضارة.



من وجهة نظري أن القراءة لا تفيدك معرفيا وثقافيا فقط بل أيضا تزيد من قدرتك على فهم مشاعر الناس والتعاطف معهم والإحساس بما يعانونه من مشاكل في حياتهم اليومية؛ وتقلل من وقوعك في الأخطاء؛ وتضيف إلى خبراتك الكثير من خلال اطلاعك على كتابات وتجارب الآخرين؛ وتحسن من مستوى صحتك النفسية والجسمية؛ كما أنها تزيد من معدل ذكائك، وكلما توسعت وتنوعت مواضيع قراءتك؛ زدت وعيا وتطورت قدراتك ومهاراتك وتغيرت نظرتك للحياة والناس!



إذا أردت أن تعود نفسك على القراءة فابدأ دائما بما تحب؛ اقرأ في مجال عملك؛ اقرأ عن رياضتك المفضلة؛ عن السير الشخصية؛ والتاريخ؛ والتجارب والابتكارات، بهذه الطريقة ستتعود بالممارسة على القراءة؛ وستصبح جزءا أساسيا من حياتك؛ ستشعر حينما تنقل ما قرأته وتعلمته إلى غيرك بقيمة القراءة وفائدتها!



أخيرا.. نصيحتي لك يا صديقي: اقرأ ؛ ثم اقرأ ؛ ثم اقرأ؛ فالقراءة إن لم تنفعك لن تضرك، ولا تنسى أن القراءة قد توفر لك مصدر دخل جيدا إن استثمرتها بطريقة ذكية!