شاهر النهاري

هل سيستمر فرحنا بالدماء؟

الجمعة - 13 يناير 2017

Fri - 13 Jan 2017

تابع الشعب السعودي أحداث مقتل الإرهابيين بحي الياسمين في مدينة الرياض، واحتفلت أنا مثل غيري سعادة، وتفاخرت بعمل قوات أمننا النموذجي، وبقدراتها المتطورة المصقولة بالتجارب في البحث والتقصي، ورصد الجوائز للمبلغين عن تواجد الإرهاب وأهله، أينما اختبؤوا، سواء في الهجر والاستراحات، أو في الأحياء المتطورة، التي لا يعرف فيها الجار جاره.



وكان لنا احتفالية كبيرة بشفافية ونظام ومعرفة قوات الأمن، حيث أعلن في الحي عن وجود الإرهابيين، ونصح السكان بتوخي الحذر في منازلهم، وعدم التجمهر.



وقد زادت سعادتنا بوعي بعض الجيران وتعاونهم بتصوير بعض أطراف الحادثة مما يشاهدونه من منازلهم، زيادة في التوثيق، وإثبات جنوح الإرهابيين، وعدم مظلوميتهم.



وقد بلغت سعادتنا قمتها بمتابعتنا وبكل وضوح لسيناريو محاولة الإرهابيين القيام بسرقة سيارة الشرطة، وما كان سيحدث من خلف ذلك من فوضى، وحوادث تراكمية قد تتفاقم، وتصيب أبرياء آمنين في الشوارع المحيطة.



وكم تقبلنا التهاني، واحتضن بعضنا بعضا، سواء في منازلنا، أو على مواقع التواصل، التي ساد فيها الفرح، والفخر بجودة العمل الأمني المكين الواثق، حين قام رجل الأمن السعودي الشجاع جبران بتنفيذ مهمته دون تردد، وعلى أكمل وجه، لحماية الوطن، ومن، وما فيه.



وقد أدهشتنا كلمات المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية وهو يطلعنا على أن الإرهابي طايع سالم الصيعري أحد أخطر المطلوبين باعتباره خبيرا في إعداد الأحزمة الناسفة، وأنه كان مبتعثا على حساب الدولة لدراسة الهندسة، إلا أنه فشل وتوجه للقتال في سوريا، بينما كان الإرهابي الآخر طلال سمران الصاعدي يمثل الغطاء المدني لسكنى وتحركات الأول، وأنه قد عثر في حوزتهما على سلاحي رشاش، وقنبلة يدوية محلية الصنع، ومواد يشتبه بأنها لتصنيع المتفجرات.



حقيقة لقد احتفلنا بهدر دماء شابين من أبناء الوطن، وممن كان من الممكن أن يزرعا البهجة في أنفسنا بأي عمل راق إنساني يفيد الإنسان، ويبني الوطن، لو أنهما لم يمرا بمثل ما مرا به من ظروف تشدد مركبة معقدة.



وزارة الداخلية لم تقصر بأعمالها، وكم نادت في كل مناسبة، بعودة المارقين والمغرر بهم ممن ضللتهم الصحوة، وعملت في عقولهم أيام التشدد، والمناهج العنيفة، والمنابر، التي تلعن وتسخط، وتنادي بقتل كل مخالف.



ولكن المشوار لا يزال طويلا علينا، فالجهات الأخرى المعنية بالإصلاح، ما زالت بطيئة في أعمالها، وما زالت تتناول تغيير المناهج، وتضبيط فكر المنابر، وما يحدث حول حلقات التحفيظ، وتجمعات الذكر بنوع من الحياء، كما أن مواقع التواصل يستمر شيوخها، ومفكروها بشحن النفوس، والتحريض، وبث السموم، وبليونة، تهيئ كل من له فكر شاذ، لأن يدس الشر في عقول أبنائنا الصغار بصنعة لطافة!



فهل سنستمر في الفرح والبهجة بدماء أبنائنا تباعا، ونعتقد أن هذا هو الحل الأمثل، ونظن أن ذلك أفضل رادع، بينما يستمر تسرب الشياطين من بيننا، دون أن نجد ونجتهد في ترتيب أمورنا الأساسية، ومنع السوء عن أجيالنا القادمة.



كما أن رقابتنا نحن كآباء وأمهات يجب أن تزيد على شؤون أبنائنا، وما يصب في عقولهم الصغيرة، من تحريض، ولو لم يظهر لنا واضحا، ممن نأمن بقاءهم معهم، وبين أيديهم بالساعات.



[email protected]