فهد المرسال

حكاية سجينة بين النار والعار!

الخميس - 12 يناير 2017

Thu - 12 Jan 2017

وحشة السجن وأنين الندم وحصاد الليالي الطويلة الحالكة التي تفتك بسنابل العمر والسنوات تحت مناجل خطيئة لا ترحم، ساردة بوجع قصص حكايات الدموع المراقة أوبة وانكسارا، ساجعة نائحة تحت وطأة الواقع تسامر لحظاتها الخانقة بشدو المواويل والآهات لتلك الوسائد المشبعة خيبة وانكسارا، كل تلك الملحمة المبكية لم تشفع بكل أسى لطي صفحات خطيئة ماضية بعد أن صافحتها يد العقاب القاسية لتقدم لها الغفران المستحق، يشيب القلم وتلبس الإنسانية رداء الحداد تنديدا بحال بعض نزيلات السجون ممن ظللن حبيسات دور الرعاية الاجتماعية لرفض ذويهن الحضور لاستلامهن بعد انقضاء فترات محكومياتهن، ليبدأ الفصل المحزن البائس والزج بهن عنوة بسجن الخذلان الأبدي وصراعات المستقبل المجهول، أقسى السجون رهبة وألما هي «سجون الروح» تلك التي يشيدها من كانوا ملاذات آمنة ذات يوم، لا مأساة تضاهي الحكم على روح تائبة بعقاب أبدي!



لا يوجد مبرر في هذا العالم يأخذنا للتنكر لمن اقترف خطيئة في لحظة طائشة! فكل حكاية وجودنا في هذه الأرض هي نتيجة خطيئة أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام والشجرة المشؤومة، المضحك المبكي هو تناقض رؤية المجتمع للخطيئة بين المرأة والرجل، فتبديل الأدوار في بعض قصص من رفض ذووهن استلامهن يأخذك للضفة الأخرى من المأساة، ولا تفاجأ إن رأيت كيف تكون الاحتفالية بالخارجين من السجون من الذكور بعكس الإناث، لذلك قد تقام لهم الولائم ويحتفى بهم على الرغم من تشابه «الجناية» المرتكبة، لذلك هل سنصل إلى المطالبة بالعدالة حتى في الظلم أيضا!



نهاية مأساة حبيسات السجون ونزيلات الدور الاجتماعية بعد انقضاء فترة محكومياتهن ليست عصية على الحلول، استشعار حجم المأساة بكل آلامها سيفضي إلى حلها بسن قوانين مشابهة لقوانين النفقة التي استطاعت وزارة العدل تطبيقها أخيرا بإلزام الأولياء بصرف النفقة على الأبناء ومعاقبة المماطلين، وليكن النظام وحده الذي يقتص ممن استبدلوا قلوبهم بأكوام حجارة وتركوا بناتهم في مهب الشتات الأبدي، وإجبارهم على تحمل مسؤولياتهم.