عبدالغني القش

هيئتنا ومطاراتنا.. ورفع أسعار التذاكر!

الخميس - 12 يناير 2017

Thu - 12 Jan 2017

على صدر صفحتها الأولى نشرت هذه الصحيفة الغراء خبرا مفاده اتخاذ قرار برفع أسعار تذاكر الطيران المحلية وبنسبة كبيرة، وأن ذلك يعود إلى ارتفاع نسبة الطلب مقارنة بضعف العرض!



وهنا لا يملك المتابع إلا أن يتعجب أشد العجب، فبدلا من أن نلتفت إلى الأمور الأهم من حيث الخدمة في المطارات، والارتقاء بخدمات الصالات، والدقة في مواعيد الإقلاع والخدمات المقدمة للمسافر، ينصب التفكير في رفع أسعار التذاكر المحلية!



وقد تم قبل ذلك فرض رسوم وضرائب إضافية مقابل كل إجراء يتم على الحجز، سواء بتغيير خط السير أو الإلغاء أو الاسترجاع أو حتى مجرد قطع التذكرة!

وأظهرت مقارنة أجرتها صحيفتنا بين أسعار الرحلات الداخلية والدولية من نفس المدينة وفي نفس اليوم تقاربا كبيرا في الأسعار، بل في بعضها كانت الدولية أقل سعرا من الداخلية، الأمر الذي عكس ارتفاع أسعار بعد دخول المرحلة الثانية من دخول أسعار التذاكر حيز التنفيذ في الأول من يناير الجاري.



المضحك أن يتشدق بعض المسؤولين بقولهم إن أسعار الرحلات الدولية غالبا أعلى من الداخلية التي لا تتجاوز سقف معين بحسب آلية محددة ومدروسة من قبل هيئة الطيران المدني (وعودا حميدا للمدروسة والمحددة) لجميع شركات الطيران المشغلة للرحلات الداخلية (ولاحظ كلمة جميع وكأنها تتحدث عن عشرات الخطوط الجوية)، وأن تحديد أسعار الرحلات الدولية يحكمه ثلاثة عوامل: التنافسية الدولية بين شركات الطيران، والمسافة، والموسم.



وهذا – فيما يبدو لي – اعتراف صريح بالتحكم العجيب في أسعار الرحلات الداخلية لضعف – وإن شئت قل عدم - التنافسية، مما أدى إلى رفع الأسعار وفرض الرسوم والضرائب، وبلا ضوابط أو تبرير للعميل الذي يجد نفسه مضطرا وبلا اختيار!



وبمهنية عالية قامت الصحيفة بإجراء حجوزات داخلية الأسبوع المنصرم وتحديدا يوم الثلاثاء الموافق للثالث من يناير لهذا العام 2017 لتكون المفاجأة أن أسعار بعض الرحلات الداخلية تفوق قيمة الرحلات الدولية!



لا يتوقف التعجب، فالخلل واضح، فتأخير الرحلات لا زال سمة بارزة في مطاراتنا. وأذكر أن شقيقي قبل نحو أسبوعين تأخرت رحلته لثلاثة مواعيد ليقلع متأخرا بنحو خمس ساعات. وقبل نحو شهر من الآن كنت في رحلة دولية على متن السعودية، وبعد صعود الطائرة والمكوث نحو ساعة كاملة تأخر الإقلاع دون إخطار الركاب بأي شيء، ثم طلب منهم النزول من الطائرة ليمكثوا في أرض مطار تلك الدولة لنحو أربع ساعات، وبعد إلحاح لمعرفة الأسباب كانت النتيجة عجيبة من العجائب، وذات الأمر تكرر في رحلة مواصلة من دولة أوروبية، حيث أعلن عن الإقلاع وسمع الركاب دعاء السفر لتظل الطائرة رابضة في المطار في ظل أضواء معتمة وانعدام تكييف لنحو نصف ساعة دون تقديم أي تبرير أو اعتذار للركاب، وكأنهم مجرد عبوات أو كراتين على متن الطائرة!

وفي المقابل نتباهى بالانضباطية ونظهر إحصائيات ونسبا عجيبة لا نعلم على ماذا تستند!



ليت هيئة الطيران المدني تلتفت للأمور الأهم، وتحاول تحسين خدمات مطاراتها، وترتقي بمستوى صالاتها، فمن غير المعقول وليس من المقبول أن ينصب التفكير في تحصيل أكبر قدر من المبالغ وفرضه على جميع مقدمي الخدمة في ظل السوء المقدم، وكأنهم لا يذهبون لمطارات أخرى ويرون بأم أعينهم مستوى الصالات وما يقدم فيها من خدمات. ونظرة واحدة لمطار دولة مجاورة تثبت صحة ما أرمي إليه، كما أن التوقيت والظرف لم يتم أخذه في الحسبان لرفع أسعار التذاكر المحلية، فهل يعاد النظر؟!