الطاسة ضائعة بين (النائي) و(القمعية)!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الخميس - 12 يناير 2017

Thu - 12 Jan 2017

لكل مثل شعبي ساخر لاذع، قصة ظريفة تندرج تحت عنوان: (صدق أو لا تصدق)!



ولعل (الطاسة ضايعة) هو المثل الشعبي الأكثر تداولًا في المملكة؛ حيث يجري في الواقع الاجتماعي مجرى الدم: من محطات (اللحس الدوري) إلى قبة مجلس الشورى، مرورًا بمرور الكرام، والعقار، وبنوك (مرتاع البال)، والمستشفيات الخاصة، والمدارس الماصَّة، وأمانات (المطبات)، وطرق الحفريات الدائمة، وبالوعات الصرف الذي لا يمت إلى الصحة بصلة، وخطوط النسخ والرقعة بقلم الزميل (محمود تراوري)، واااا... ستنتهي المساحة المخصصة للمقالة ولم ينته مسلسل (الطاسة ضائعة)!



وقد كتبنا عن قصته منذ مووووووبطي، واستغرب الكثيرون أنه من مواليد سنة (1970) مع اعتماد نظام (التقاعد) الذي لم يطرأ عليه تغيير يذكر منذ ولادته! حيث أحيل على التقاعد (سائق) في إحدى الوزارات، وعلى الفور طُلب منه تسليم ما لديه من (عهدة)؛ وهي سيارة زميلة لسيارة جدتي (حمدة) الشهيرة: (موتر حَمَرْ والرفارف سود)؛ أي إنها من موديل الأربعينات الميلادية، ولا غرابة أن يتجاوز عمرها (25) عامًا وهي بكامل قواها العقلية؛ فقد كان أجدادنا يسجلون السيارة في دفتر (النفوس) عند شرائها!



المهم.. حينما جردوا العهدة وجدوا أن (طاسة) العجل الاحتياطي (الاستبنة) ضائعة! والنظام يحتم على السائق أن يعيدها كما استلمها! فراح يبحث عن (طاسة) مطابقة في السوق المحلية فلم يجدها في طول المملكة وعرضها، حتى في (التشليح)! ثم بحث عنها عن طريق الوكيل فلم يجدها لا في أمريكا، ولا في أوروبا، وكانت اليابان مستبعدة لعدم الثقة في جودة صناعتها كالصناعة الصينية اليوم!



وفجأةً دق الرفيق الأخير (صالح المنصور) صدره وقال: أنا آتيكم بطاسة من سيارة الرفيق (فيدل كاسترو) شخصيًا! ولكن العلاقات السعودية كانت مقطوعة مع البلدان الاشتراكية! فتقدم السائق باقتراح أن يخصموا ثمنها من حقوق التقاعد الموعود؛ ولكنهم لم يجدوا (شيخ معارض) في (نسيم) العالم كله يستطيع تقدير قيمتها؛ نظرًا لتغير صرف العملات كثيرًا خلال ربع قرن!!



وبعد (3) سنوات من الركض مات السائق، ولكن عزرائيل زاتو لا يستطيع إغلاق الملف؛ لأن (الطاسة ضائعة)! وبدل أن يطالب الورثة براتب السائق المتوفى، وجدوا أنفسهم مطالبين بإيجاد (الطاسة الضائعة)!



وااااا.. أبشروا.. لقد وجدناها أخيرًا بين (النائي) الأدبي بجدة، وفرع (القمعية) العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة برضو!!



ويا شماتة هيئة (الترفيه)، وهيئة (الثقافة)، وهيئة (بوكيمون) المتحدة فينا!!



[email protected]