عبدالله المزهر

معلومات أكثر.. تفكير أقل «تنبلة» أكثر!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 09 يناير 2017

Mon - 09 Jan 2017

يتداول الناس هذه الأيام عبر وسائل نشر الإشاعات الاجتماعية صورة لقصاصة اختبارات قديمة للمرحلة الابتدائية. عرضت هذه القصاصة على ابني في المرحلة الابتدائية وطلبت منه حلها مع وعد بمكافأة في حال أجاب على نصف الأسئلة، فنظر إليها بدهشة وكأنه ينظر إلى مخلوق فضائي لا يعرف رأسه من قدميه. وقال إن الأمر تعجيزي وفيه شبهة ابتزاز. فعدلت الشروط وطلبت منه أن يقرأ الأسئلة فقط، وسأعطيه المكافأة في حال قرأها دون أخطاء، ولم يتغير في الأمر شيء وكأني طلبت منه أن يقرأ نقشا هيروغليفيا على جدار مقبرة فرعونية.



الأسئلة بمقاييس اليوم صعبة جدا ويصعب على أي طالب في أي مرحلة أن يجيب عليها، مع أن مصادر التعلم اليوم لا يمكن مقارنتها بمصادر التعلم التي كانت متاحة أيام كتابة تلك الأسئلة، فالمعلومة اليوم متاحة ويمكن العثور عليها بسهولة.



ربما أدى توفر مصادر المعلومات إلى نتائج عكسية، وأصبحت سهولة الحصول على المعلومة سببا رئيسيا في «التنبلة» التي يعاني منها الناس اليوم، شيء ما يقنعك بأنه لا مبرر أن تحتفظ بمعلومة يمكنك العثور عليها متى رغبت أو التفكير في حل مشكلة يمكن أن تجد حلها في اليوتيوب.



والسؤال الجدلي في هذه الحالة يقول إذا كانت المناهج في السابق أقوى، فأين هي مخرجاتها الآن؟

وهل العيب في تلك المناهج أم في التعامل مع مخرجات تلك المناهج الذين تحولوا إلى مجرد موظفين كادحين لديهم إلمام بالجغرافيا والتاريخ واللغة العربية يعيشون متنقلين بين انتظار راتب آخر الشهر ـ الهجري الشمسي ـ وانتظار الراتب التقاعدي.



وعلى أي حال..

في السابق كانت المعلومات التي يتلقاها الطالب في المدرسة هي مصدر معلوماته الوحيد، إضافة إلى معرفته بأخبار الخمير الحمر وثوار التاميل ونتائج مسابقات التزحلق على الجليد في القناة الأولى، الآن يتدفق على رأس الطفل الصغير سيل من المعلومات «البصرية» في ساعة واحدة يعادل ما درسه طلاب الأجيال السابقة في جميع مراحلهم الدراسية، وهذا ربما لا يجعل في رأسه مكانا شاغرا لتعلم القراءة والكتابة.



[email protected]