دخيل سليمان المحمدي

اجعلها إيجابية

الجمعة - 06 يناير 2017

Fri - 06 Jan 2017

كثيرون يشعرون بالضيق والتوتر والحزن عندما يخسرون أو يتوقعون الخسارة، وهذا يعتمد على حجم ونوع الشيء الذي خسروه أو يتوقعون خسارته، لذا تجدهم مشغولين في حساب مساوئ هذه الخسارة فقط ولا يتبادر لأذهانهم أنه ربما يكون فيها مكسب أكبر منها، وهذا يعود إلى قوة إيجابية الشخص الذي يجعل من القرآن منهاجا يتبعه، متدبرا قوله تعالى «عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا».



فعلينا أن ننظر إلى فوائد ما نعتقد أنه ضار، أو نقوم بتعديله لنجعله في صالحنا، وإذا لم نستطع التصرف أو التفكير في الفوائد فعلينا بالصبر فإن ما نعتقده ضارا قد كتبه الله لنا، وقد يكون فيه النفع الغائب عن أعيننا وأذهاننا، قال تعالى «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون».



أخي المدخن بعد كل هذا عليك أن تتأمل في فوائد ما تعتقده مصيبة، وتؤمن بالمثل المعروف الذي يقول «رب ضارة نافعة» لكي تستفيد من قرار زيادة الرسوم على الدخان بنسبة 100%، وتجعل نفسك أحد الأهداف التي من أجلها تم اتخاذ القرار الذي اتفقت عليه دول مجلس التعاون الخليجي بفرض رسوم انتقائية على التبغ ومشتقاته، وذلك ضمن خططها لمكافحة التدخين والحد من آثاره على الصحة والاقتصاد، لكي تجعل من ذلك أثرا إيجابيا يعود عليك بترك هذه العادة السيئة والضارة.



أرى أن رفع سعر الدخان جزء كبير من حل مشكلة التدخين، وذلك بعدما تم تجريب برنامج ساهر المعروف، الذي انخفض بعد اعتماده الكثير من الحوادث المرورية، والتي كانت تفوق نسب حوادث الكثير من دول العالم رغم وجود البرامج التوعوية في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام، ولكن كانت النتيجة الأكبر عندما رصدت الغرامات المالية شعرنا بانخفاض ذلك كثيرا في عالم الحوادث المريعة والمرعبة التي كنا نعيشها. ولعلنا أيضا نصل لهدف انخفاض ومكافحة التدخين في عالم المدخنين بعد إقرار زيادة أسعاره المالية.



أخي المدخن اجعل من زيادة أسعار الدخان قوة إيجابية لاتخاذ القرار بالإقلاع، لكيلا تزهق روحك وتهلك صحتك بشراء الأسلحة المدمرة لها، بل أتمنى من جميع المدخنين مقاطعة شراء هذا السم الفتاك، وشراء صحتكم بديلا عنه.