تركي الفيصل: والدي لقن الإنجليز درسا في اللياقة وهو ابن الثالثة عشرة

الأربعاء - 04 يناير 2017

Wed - 04 Jan 2017

u062cu0648u0644u0629 u0641u064a u0645u0639u0631u0636 u0627u0644u0641u064au0635u0644                                             (u0645u0643u0629)
جولة في معرض الفيصل (مكة)
بحضور رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، رعى أمير منطقة الجوف فهد بن بدر أمس انطلاق معرض الفيصل (شاهد وشهيد) الذي تستضيفه جامعة الجوف.



وفي البداية تم استعراض لوحات فنية رسمها عدد من الفنانين التشكيليين من جميع مناطق المملكة بإشراف الفنان نصير السمارة، وذلك بحضور مدير جامعة الجوف الدكتور إسماعيل البشري، الذي أكد أن المعرض يتناول سيرة ملك مظفر قاد بلاده بحكمة وشجاعة، وكان لمواقفه التاريخية تأثير مفصلي وعميق في مختلف القضايا.



وفي محاضرته عن الملك فيصل بالمعرض قال الأمير تركي الفيصل إنه عندما كلف الملك فيصل من والده بالمشاركة في مؤتمر السلام بعد الحرب العالمية الأولى، بدعوة من الحكومة البريطانية، أبحر إلى بريطانيا وسنه لم تزل 13 عاما، وعندما رآه الإنجليز بهذه السن لم يكن الاستقبال بذات المستوى الذي أتت به دعوتهم لوالده، فدعا مرافقيه في نفس الليلة، وقال لهم «لنرحل من هذه البلاد، لنذهب إلى مقر المؤتمر في فرنسا».



واتجهوا للميناء ليركبوا باخرة فرنسا فركض الإنجليز خلفه يريدون إعادته، وفعلا وافق على ذلك، وعاد لبريطانيا، لكنه لقنهم درسا بعد عدم اللياقة في الاستضافة.



وحكى الأمير تركي أن أحد السفراء في عهد الملك فيصل قال إن المملكة كلها تسير على ساعة الملك فيصل لدقة انضباطها، مشيرا إلى أن أول مهمة له كقائد كانت تتمثل في استعادة الوحدة بين عسير وسلطنة نجد، وهو في السادسة عشرة من عمره، حيث نجح حينها بإدراكه ما تعلمه من والده.



الخلاف السعودي اليمني

وروى الأمير تركي عن والده وبعض المصادر عن الخلاف الذي وقع بين المملكة اليمنية وبين السعودية، قائلا «كان يبدو أن للإمام يحيى ملك اليمن حينها أطماعا في منطقتي جازان ونجران، فاندلعت حرب لم تدم طويلا، فكلف المؤسس، الملك فيصل، حيث كان حينها نائبا له في الحجاز، بأن يتوجه لمنطقة الساحل مرورا بجازان، لمواجهة القوات اليمنية».



وأضاف: يقول والدي إنهم عندما وصلوا لمدينة ميدي على الحدود، وكان عليهم أن يعبروا في واد سحيق بين جبلين، وكان واضحا أن قوات الإمام يحيى مستحكمة هناك، أرسل الملك فيصل «السبور» الاستخبارات حاليا، وعلموا أن قوات الإمام لديها نوع من السلاح بمدى معين، فتوقع الملك فيصل مدى الأسلحة التي لن تصل لأسفل الوادي، فأمر الجيش بالسير في الوادي، ورغم إطلاق النار عليهم لم يصب أحد منهم.



وأضاف: والدي قال لي «عندما شاهدت قوات الإمام يحيى الأمر قالوا عنا إنهم محاطون بالجن، وانسحب جيش الإمام»، واستمر الملك في زحفه إلى أن وصل للحديدة، وكان قد أتى لهذه المهمة بنحو مئة سيارة وشاحنة، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذه الكثافة في معارك الجزيرة العربية.



وأضاف: يقول والدي لي «عندما دخلنا الحديدة ما وجدنا فيها أحدا، حتى سكانها هربوا للجبال، ولكن رأينا في الميناء 3 بواخر حربية وعسكرية، لدول بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.



ويقول: نزل من السفينة الإيطالية نحو 20 عسكريا وقالوا إنهم موجودون لحماية مصالح رعاياهم، وقال الملك فيصل لهم عبر المراسيل، نحن نتكفل بحمايتهم وعليكم أن تنسحبوا، ومن ثم ذهبوا وتوقفوا في الميناء لكنهم لم ينسحبوا، فأرسل لهم مندوبا وقال لهم إذا لم تنسحبوا مع طلوع الشمس الذي سيحدث لن يكون في مصلحتكم ولا مصلحتنا.



وتابع الأمير تركي: يقول الملك فيصل»أنا أقول هذا الكلام وأنا لا أعلم الجيش متى سيصل وخشيت لأن العدد الذي معي كان قليلا، وما انتهينا من صلاة الفجر إلا ونحن نسمع صوت الجيش القادم، وارتحت حينها، وفعلا انسحبت البواخر».



واضاف «بقي الملك فيصل في الحديدة 4 أشهر، يأتيه من كل أنحاء اليمن مشايخ وأعيان وقضاة... نحن نريد أن نبايع الملك عبدالعزيز والإمام يحيى في صنعاء، وكان الملك فيصل يرسل برقيات للمؤسس وهو لا يرد، حتى جاءت برقية منه تطالبه بتسليم البلد لمندوب الإمام والعودة».