2017 عام سيئ لكوبا: انكماش اقتصادي وانتخاب ترامب وأزمة فنزويلا

الاثنين - 02 يناير 2017

Mon - 02 Jan 2017

u0627u0644u0631u0626u064au0633 u0627u0644u0643u0648u0628u064a u064au062du064au064a u0627u0644u0646u0648u0627u0628 u0641u064a u0627u0644u0628u0631u0644u0645u0627u0646                            (u0623 u0628)
الرئيس الكوبي يحيي النواب في البرلمان (أ ب)
كان يمكن لـ 2017، العام الأخير لراؤول كاسترو على رأس السلطة في كوبا أن يكون أفضل مما هو متوقع. فاقتصاد الجزيرة الشيوعية آخذ في التباطؤ وفنزويلا الحليفة لا تزال غارقة في أزمتها ودونالد ترامب سيدخل البيت الأبيض.



أصعب السنوات

ووفقا لأرقام رسمية أعلنت الأسبوع الماضي، فإن إجمالي الناتج المحلي الكوبي تراجع بنسبة 0.9% في 2016، مسجلة عجزا للمرة الأولى خلال 23 عاما بعدما شهد 2015 نموا بنسبة 4.4%.



وحذر وزير الاقتصاد الكوبي ريكاردو كابريساس من أن ذلك “يضعنا داخل سيناريو يستحيل تغييره على المدى القصير”، وسيكون مصحوبا بـ “قيود شديدة”.



فعلى الجزيرة الشيوعية، يلامس عهد آل كاسترو نهايته.



فقد توفي فيدل والد الثورة الكوبية، في نوفمبر عن 90 عاما وأخوه راؤول سبق وأعلن أنه سيترك منصبه في 2018 دون كشف أي مؤشرات إلى خلفه المحتمل.



في هذا الإطار، اعتبر الخبير الاقتصادي الكوبي بجامعة خافيريانا كولومبيا، بافيل فيدال أن “السنة الرئاسية الأخيرة لراؤول، ستكون واحدة من السنوات الأصعب في ما يتعلق بالسياسة الاقتصادية منذ استلامه” السلطة في 2006.



مشكلات خاصة

وفي سياق نمو عالمي ضعيف، لدى كوبا مشكلاتها الخاصة التي يتوجب عليها مواجهتها بين تسديد دين خارجي يعاد التفاوض بشأنه وغموض سياسي يلف مستقبل فنزويلا الشريك الاقتصادي الرئيسي وانخفاض أسعار وإنتاج السكر والنيكل أهم منتجاتها وبطء وتيرة الإصلاحات لتشجيع المشاريع الخاصة والاستثمارات الأجنبية.



وأشار فيدال إلى أنه “تضاف لتلك المعادلة المعقدة، الشكوك حيال السياسة التي ستتبعها إدارة ترامب”، مع وصوله للبيت الأبيض في 20 يناير المقبل.



فالرئيس الأمريكي المنتخب قد يبطئ أو يعرقل التقارب التاريخي الذي بدأ نهاية 2014 بين العدوين السابقين إبان الحرب الباردة.



وسيكون لقرارات مماثلة عواقب ليس فقط دبلوماسية، بل أيضا اقتصادية في ما يتعلق بالفرص خارج القطاع السياحي الذي يعد النشاط الرئيسي في كوبا.



الروليت الروسية

رغم اشتداد الأزمة، تتوقع الحكومة الكوبية انتعاشا اقتصاديا اعتبارا من 2017 مع ترقب نمو بـ 2%، مستندة للأمل في “أن يتحسن وضع الاقتصاد الفنزويلي بعد الارتفاعات الأخيرة في سعر برميل النفط”، وفق وزير الاقتصاد.



وفي 2016، دخلت فنزويلا في أزمة كبيرة بسبب تدهور أسعار النفط، فخفضت إمداداتها من النفط لكوبا بنسبة 40%، بعدما كانت تصل سابقا إلى 100 ألف برميل يوميا. ونتيجة لذلك، اضطرت كوبا للحد من استهلاك الطاقة، كما عانت من تراجع الموارد لخدماتها الطبية.



واعتبر خبير النفط الكوبي بجامعة أوستن الأمريكية في تكساس خورخي بينيون أن ربط انتعاش الاقتصاد الكوبي بزيادة النفط الفنزويلي هو أشبه بـ “لعبة الروليت الروسية”.



الرهان الكوبي

وتراهن كوبا أيضا على تدفقات أكبر للرساميل الأجنبية، لكن البيروقراطية منعتها بالفعل من الوصول للهدف السنوي الذي يبلغ 2,5 مليار دولار.



لذا، فإن إعادة إنعاش الاقتصاد الكوبي ستعتمد لحد كبير على التقدم جراء الانفتاح الخجول الذي باشرته الحكومة في السنوات الأخيرة.



لكن عدة خبراء كوبيين وبينهم الاقتصادي كارميلو ميسا لاجو بجامعة بيتسبرج الأمريكية يرون أن عددا من هذه الإصلاحات الهادفة لإنعاش اقتصاد الجزيرة متوقفة، لا بل “في تراجع في بعض الحالات”، مما يعكس ريبة بعض كبار القادة من تيار كاسترو حيال هذا الانفتاح.