هل تتحول بوروندي إلى مطمع لداعش؟

الاثنين - 02 يناير 2017

Mon - 02 Jan 2017

u062cu0646u062fu064a u0641u064a u0628u0627u0645u0627 u0634u0645u0627u0644 u0634u0631u0642 u0646u064au062cu064au0631u064au0627 u0622u062eu0631 u0645u0639u0627u0642u0644 u062fu0648u0627u0639u0634 u0628u0648u0643u0648 u062du0631u0627u0645                                                            (u0631u0648u064au062au0631u0632)
جندي في باما شمال شرق نيجيريا آخر معاقل دواعش بوكو حرام (رويترز)
هل يمكن بالفعل أن تشكل بوروندي مطمعا لتنظيم «داعش» الإرهابي، ولا سيما في ظل محدودية استفادة هذا التنظيم من عمليات التجنيد في ذلك البلد الأفريقي لقلة عدد مسلميه؟



تساؤل دفعه إلى الواجهة تحذير زعيم مسلمي بوروندي الشيخ صديقي كاجاندي، في نوفمبر الماضي، من أن «10 شباب على الأقل سقطوا بالفعل في براثن التنظيم الإرهابي».



كاجاندي، وفي تصريحات لمحطة إذاعة محلية، تابع بقوله «لدينا أخبار من جميع محافظات البلاد، ومن العاصمة بوجمبورا تفيد بأن أشخاصا شرعوا في التقرب من الشباب المسلمين تمهيدا لتجنيدهم، و10 شباب على الأقل سقطوا في براثن التنظيم الإرهابي، وغادروا البلد نحو الكونغو الديمقراطية لتدريبهم على أيدي عناصر من داعش».



ومع أن تصريحات زعيم المسلمين لم تحصل حتى الساعة على أي تعقيب رسمي، سواء من السلطات البوروندية أو الكونغولية، إلا أنها تفتح المجال أمام قراءة في مختلف العوامل التي من شأنها أن تفسر توجه داعش المحتمل نحو هذا البلد الواقع في شرق أفريقيا، بل والعوامل التي تفند ذلك الطرح من أصله.



نقطة عبور مفيدة

جيرار بيرانتاميجي، أستاذ العلوم السياسية والاجتماعية في جامعة بحيرة تنجانيقا في بوجمبورا، عد أن بوروندي، وخلافا للمتوقع، تشكل مطمعا للتنظيم الإرهابي، مضيفا أن «بوروندي تقع في منطقة جغرافية تستقطب اهتمام داعش؛ ولذا ينبغي التعامل بجدية مع الأخبار الرائجة بشأن نجاح التنظيم في تجنيد شباب مسلمين في بلدنا، فبوروندي تمثل نقطة عبور مفيدة لتنظيم غالبا ما يبحث عن تشكيل خلايا نائمة لاستخدامها عند الحاجة».



ووفقا لبيرانتاميجي فإن «داعش يوجد في أي مكان يستطيع فيه فعل ذلك، طالما يؤمن له ذلك التسلل والتمركز في منطقة شرق أفريقيا، وخاصة انطلاقا من الصومال، التي تعد أرضية خصبة، بفعل الوضع الملائم فيها لظهور أشخاص يتبنون تفسيرا متطرفا للإسلام».



أرضية ملائمة

إضافة إلى كونها نقطة عبور «محتملة ومفيدة» لداعش، فإن الأزمة الخانقة التي تكابدها بوروندي منذ أكثر من عام ونصف العام، تشكل، بحسب مراقبين، أرضية ملائمة وحاضنة محتملة للتطرف بأنواعه.



فمنذ أبريل 2015، تعيش بوروندي أزمة سياسية انطلقت مع إعلان رئيسها بيير نكورونزيزا، ترشحه رسميا لولاية رئاسية ثالثة يحظرها الدستور ورفضتها قوى المعارضة؛ مما فجر مواجهات أسفرت حتى سبتمبر الماضي، عن مقتل أكثر من 700 شخص وتشريد ما يزيد على 310 آلاف آخرين، حسب الأمم المتحدة.



وفي أكتوبر الماضي، أعلنت بوجمبورا، وبشكل أحادي، قطع تعاونها مع المكتب المحلي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، متهمة إياه بالمشاركة في إعداد تقرير كاذب حول الوضع في البلد.



وبعد 3 أيام، أصدر نكورونزيزا مرسوما بانسحاب بلاده رسميا من المحكمة الجنائية الدولية، بعد موافقة البرلمان، ولم يتبق حتى الآن سوى الخطوة الأخيرة، وهي إبلاغ الأمم المتحدة بذلك القرار.



بموازاة ذلك، تصاعد التوتر المخيم على العلاقات البوروندية - الرواندية، على خلفية اتهام بوجمبورا لجارتها بتغذية الأزمة البوروندية، عبر إقامة معسكرات تدريب في الأراضي الرواندية، ومنح اللجوء لقادة الانقلاب في سبتمبر 2015، بالنظام ببوروندي.



تلك العزلة الإقليمية والدولية ربما تشكل عاملا يجعل من بوروندي مطمعا للتنظيمات الإرهابية بأنواعها، ولا سيما داعش.



ديمجرافية غير ملائمة

لكن بالمقابل يرى خبراء أن بوروندي لا يمكنها أن تكون هدفا لداعش، لأسباب عدة أبرزها، هو أن السياق الديمجرافي غير ملائم.



وبحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتشددة عمرو منصور فإن «المسلمين يشكلون 5% من سكان بوروندي البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة؛ أي إن عدد المسلمين لا يتجاوز 500 ألف، ومع استبعاد النساء والتركيز على الشريحة التي يستهدفها داعش فى التجنيد، وهى بين 16 و30 عاما، فإن العدد يتقلص إلى نحو 100 ألف نسمة، وهو عدد لا يعد مخزونا بشريا مغريا للتنظيم لتنفيذ عملية تجنيد واسعة فيه».



لا أهمية استراتيجية

وحول إن كانت لبوروندي أهمية استراتيجية بالنسبة لداعش، عد الباحث المصري أن هذا البلد الأفريقي «لا يتمتع بموقع استراتيجي، ولا بمؤسسات غربية مدنية أو عسكرية مهمة يمكن أن يستهدفها التنظيم».



كما أن بوروندي، وفق منصور «لا تمتلك حدودا مباشرة مع الصومال، التي تعد البؤرة الوحيدة المعروفة لداعش في منطقة شرق أفريقيا، إضافة إلى أن قلة عدد المسلمين في بوروندي يجعلها في منأى عن مطامع فكرة إقامة كيان داعشي».



في أكتوبر 2015، أعلن عبدالقادر منعم، المتحدث باسم «حركة الشباب»، التي تتبنى تفسيرا متشددا للشريعة في الصومال، مبايعة الحركة لداعش.



ومنذ هذه البيعة، حسب الباحث المصري، فإن أول بلدة يعلن داعش سيطرته عليها في الصومال كانت بإقليم بونتلاند في أكتوبر الماضي، أي بعد عام كامل، ولم تستمر سيطرته على تلك البلدة لأكثر من 24 ساعة، فكيف سيكون الحال في بوروندي؟



استراتيجية النقاط المضيئة

ويعتقد منصور أن تجنيد هؤلاء الشباب البورونديين ربما يكون قد جرى ضمن عملية تجنيد واسعة للتنظيم في بلدان شرق أفريقيا، تطبيقا لخطة تحرك لداعش يمكن أن نطلق عليها «استراتيجية النقاط المضيئة»، مشيرا إلى أن تلك الاستراتيجية تجعل إحدى البقاع الجغرافية منطقة تمركز وكيان محتمل يفد إليها المجندون من دول الجوار.



آراء حول تمدد داعش في بوروندي

- أستاذ العلوم السياسية والاجتماعية في جامعة بحيرة تنجانيقا في بوجمبورا جيرار بيرانتاميجي:

بوروندي تقع في منطقة جغرافية تستقطب اهتمام داعش؛ ولذا ينبغي التعامل بجدية مع الأخبار الرائجة بشأن نجاح التنظيم في تجنيد شباب مسلمين.



- زعيم مسلمي بوروندي لشيخ صديقي كاجاندي:

لدينا أخبار من جميع محافظات البلاد، ومن العاصمة بوجمبورا تفيد بأن أشخاصا شرعوا في التقرب من الشباب تمهيدا لتجنيدهم.



- الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتشددة عمرو منصور:

هذا البلد الأفريقي لا يتمتع بموقع استراتيجي، ولا بمؤسسات غربية مدنية أو عسكرية مهمة يمكن أن يستهدفها التنظيم، ولا يمتلك حدودا مع الصومال بؤرة داعش في المنطقة.