المياه الآسنة تقضي على أكبر بحيرات باكستان

الثلاثاء - 27 ديسمبر 2016

Tue - 27 Dec 2016

u0645u0633u0627u0643u0646 u0639u0627u0626u0645u0629 u0628u0627u0644u0628u062du064au0631u0629                                                              (u0623 u0641 u0628)
مساكن عائمة بالبحيرة (أ ف ب)
يبدو محمد يوسف مستسلما، فخلال السنوات القليلة المقبلة قد تزول قريته المؤلفة من مساكن عائمة على بحيرة منشر، أكبر بحيرات باكستان، إذ إن المياه الآسنة التي تصب فيها منذ 3 عقود جعلتها غير صالحة للعيش للأسماك والصيادين على السواء.



ويقول هذا الصياد الأربعيني الذي لم تعد الغلة التي يصطادها تكفيه لتغطية صيانة منزله العائم «عندما ستبدأ هذه السفينة بالغرق، سيكون علينا الرحيل».



وتقيم عائلته المنتمية إلى قبيلة المهنا منذ قرون في مساكن على سفن في البحيرة الواقعة في الوسط الغربي لباكستان، غير أن محمد يخشى أن يكون الوقت المتبقي للعائلة في هذا المنزل لا يتعدى السنوات الخمس.



ويعيش محمد مع والدته وزوجته وأبنائه التسعة على المركب، وترسو المساكن العائمة في مياه البحيرة بفاصل بضعة عشرات الأمتار، الواحد عن الآخر، ونظرا إلى ضحالة المياه يتنقل الأطفال عبر السير في الوحل أو السباحة، في حين يستعين الكبار بقوارب صغيرة.



وتتبدل مساحة بحيرة منشر بشكل كبير تبعا لكمية المتساقطات، وهي قد تصل إلى 250 كيلومترا مربعا بعد الرياح الموسمية، مما يجعلها أوسع بحيرة للمياه العذبة في باكستان، وواحدة من أكبر البحيرات في المنطقة.



مياه مالحة

منذ سبعينات القرن الميلادي الماضي توالت عمليات إنشاء أنابيب التصريف والأقنية المائية، وباتت تنقل المياه الآسنة من زراعة الأرز إلى البحيرة، مع ما تحمله من كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات، إضافة إلى المخلفات الصناعية ومياه الصرف الصحي من مدن كبيرة في ولاية السند جنوب شرق البلاد.



وتراجعت مستويات المياه الواردة من الجداول الجبلية مع تدني كميات المتساقطات، وتقلصت حصة المياه من نهر السند بفعل السدود وعمليات الري، على ما يوضح رئيس منتدى الصيادين في باكستان مصطفى ميراني.



ويوضح هذا المدرس المتقاعد الذي عاش فترة طويلة من حياته على هذه البحيرة «أدركنا عندما بدأ مستوى المياه بالانخفاض خلال موجة جفاف في التسعينات أن الأرض كانت مسمومة».



وشهدت المنطقة زوال نباتات اللوتس المستخدمة للطبخ وتراجع عدد الأسماك بدرجة كبيرة، فيما اختفت زراعات القصب. وقد تفاقمت هذه الأزمة بفعل ممارسات الصيد الجائر من جانب سكان البحيرة، واضطر عدد كبير من أفراد قبيلة المهنا إلى مغادرة المنطقة.