نيكسون: الولايات المتحدة أخطأت بتدخلها في العراق

الخميس - 22 ديسمبر 2016

Thu - 22 Dec 2016

دافع محلل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق جون نيكسون عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، متهما الولايات المتحدة بارتكاب أخطاء عدة ضده منها الزعم باستخدامه أسلحة كيماوية تمهيدا لتدخلها في العراق، وذلك في كتابه المعنون باسم: استجواب الرئيس: التحقيق مع صدام حسين.



Debriefing the President: The Interrogation of Saddam Hussein



ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، التي نشرت ملخصا وافرا عن الكتاب، يعد نيكسون أول محقق أمريكي استجوب صدام بعد أسره من قبل القوات الأمريكية في 13 ديسمبر 2003.



كاريزما صدام



وذكر نيكسون في كتابه انطباعه الأول عندما استجوب صدام للمرة الأولى، فقال «كان صدام حسين يجلس على كرسي حديدي قابل للطي، مرتديا ثوبا أبيض وسترة مبطنة زرقاء، لم يكن هناك حتى أدنى شك في أن هذا الرجل يمتلك الكاريزما، حتى وهو أسير ينتظره الإعدام، فقد كان يبعث في محيطه أجواء من الرهبة.



أخطاء أمريكية



أكد نيكسون أن واشنطن أخطأت في تدخلاتها بشؤون العراق من جوانب عدة، بناء على معلومات توفرت لديه خلال محادثات عديدة أجراها مع الرئيس المخلوع.



ومن بين تلك الأخطاء، التدخل الخاطئ في صحة صدام وعاداته الشخصية وأسلوبه في إدارة العراق، وأيضا سلوك الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الذي اقتحمت أمريكا خلال فترة حكمه العراق. وقال إن بوش استمع لما يريده فحسب، وبعد ذلك وضع اللوم على عاتق وكالة المخابرات في فشل الولايات المتحدة بالعراق.



اللقاء الأول



سرد نيكسون قصة لقائه بالرئيس المخلوع للمرة الأولى في 13 ديسمبر 2003 أثناء وجوده بالعراق مع وكالة المخابرات للبحث عن دلائل توصلهم إلى صدام وأتباعه.



وعندما بد أ نيكسون الاستجواب بسؤاله: متى كانت آخر مرة رأيت فيها أبناءك أحياء؟ توقع أن يكون صدام جريئا وغير مبال، إلا أنه صدم بجوابه العدواني: من أنتم؟ هل أنت من المخابرات؟ عرفوا بأنفسكم!



أكذوبة الأسلحة الكيماوية



وسأل نيكسون خلال استجوابه صدام ما إذا حاول أو فكر بتوجيه ضربة استباقية باستخدام أسلحة الدمار ضد القوات الأمريكية المتمركزة بالسعودية، فجاء جواب الرئيس المخلوع صادما ولم يكن يتوقع نيكسون سماع ذلك حسب وصفه.



«لم نفكر أبدا في استخدام أسلحة الدمار الشامل، ولم نناقش ذلك، استخدام الأسلحة الكيميائية ضد العالم؟ هل هناك أي شخص بكامل قواه العقلية سيفعل ذلك؟ لماذا سنستخدم هذه الأسلحة في حين أنها لم تستخدم ضدنا؟».



حجة الغزو



ونفى الرئيس العراقي وجود أي صلة بين حكومته ومنفذي اعتداءات 11 سبتمبر 2001، علما بأن هذين الأمرين هما ما استخدمتهما واشنطن كحجة لشن غزوها للعراق.



وأفاد نيكسون بأن صدام كان يأمل أن تسفر هجمات 11 سبتمبر عن تقارب بين بغداد وواشنطن، معتقدا أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى حليف موثوق به في المنطقة في حربها على الإرهاب، غير أن العراق نفسه أصبح هدفا للحملة الأمريكية.



إشاعات بوش



اتهم صدام حسين الولايات المتحدة بأنهم مجموعة جهلاء أرادوا تدمير العراق.



فتحدث قائلا «وجدتم خائنا قادكم إلى موقع صدام، فهل لديكم خائن آخر ليخبركم عن موقع أسلحة الدمار الشامل».



وأضاف «العراق ليس دولة إرهابية وليس لديه أي ارتباطات مع أسامة بن لادن ولا يمتلك أي أسلحة دمار شامل ولسنا مهددين للدول المجاورة ولكن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أطلق تلك الإشاعات».



ضرب حلبجة



ثم ثار غضب الرئيس المخلوع حينما سأله نيكسون حول استخدام الأسلحة الكيماوية ضد حلبجة الكردية خلال الحرب بين إيران والعراق، قائلا «لست خائفا منكم أو من رئيسكم. سأفعل ما علي فعله لأدافع عن وطني، ولكن ذلك لم يكن قراري».



وفسر نيكسون اقتناعه بهذا الشأن، موضحا أن هذا الهجوم جعل أمام طهران مجالا إضافيا لانتقاد الحكومة العراقية.



سوء تقدير



وذكر نيكسون أن الحكومات الأمريكية والبريطانية استخدمت الخطر الذي تشكله أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق كسبب رئيس لتبرير الغزو الذي شنته الحكومتان على البلاد.