عبدالله الجنيد

سني يعني «إرهابي»!

الاثنين - 19 ديسمبر 2016

Mon - 19 Dec 2016

أنا لن أعتذر اليوم عن هذا العنوان، ولن يعنيني أن يعترض عليه أحد، فأنا لم أختر أن أولد في بيت سني، وأتبرأ من ثقافة كل الطوائف الغبية، لكن من الغباء بعد اليوم الصمت عن استهداف الطائفة السنية سياسيا ومعنويا وثقافيا.



وكذلك لن أخجل إن حولني هذا الواقع من إنسان متسامح إلى طائفي نسبيا، مع استحالة النسبية هنا. فالهدف الأول والأكبر لكل أشكال الإرهاب هم السنة من قبل جميع التنظيمات الإرهابية من القاعدة، وداعش، وحزب الله (بكل تسلخاته) وحركة النجباء العراقية في عموم دول الشرق الأوسط. أما المضحك المبكي أن أكثر من تصدى لثقافة الإرهاب قبل فعله، بل ودفع ثمن ذلك هم السنة، في حين يندر أن نجد بين الشيعة العرب صفا متقدما يتناول ثقافة الإرهاب كثقافة متجاوزا الطائفة، لأن المظلومية الشيعية تجيز إرهاب من هم في حكم أولياء الطائفة.



حالة الارتحال في الهوية الشيعية العربية في ولائها إيرانيا رغم كل ما يرتكب من جرائم في حق شركائهم في الوطن من سوريا إلى العراق يتجاوز المقبول أخلاقيا وسياسيا، رغم أن أغلب المؤسسات الحقوقية تدار من قبلهم. فهل يعقل أن يقبل الارتحال الوجداني للشيعة العرب في تسخيرهم ولائيا لإيران لحد تحولهم لحائط صد لأنهار الدم فتحولها لثقب أسود فضائي. فمفردة «التكفيريين» حاضرة في قاموسهم الاجتماعي قبل السياسي في التعريف بالمخالف لهم في عموم عالمنا العربي. فهل ذلك الموقف ناتج عن فعل التكفير أو القتل، فإن كان الأمر محصورا في التكفير، فكل الطوائف هي الفرقة الناجية وغيرها في النار.



إذن فالأمر يتجاوز إرث دم الحسين رضي الله عنه إلى ما هو أبشع منه. فهل نحر أفراد الحشد الشعبي لسنة العراق أو التنكيل بهم أقل جريمة من جرائم داعش، أم إن طرح شعارات اختلط فيها السياسي بالمذهبي حتى إننا لم نعد نميز بين المذهب والحزب.



لقد بات أمر قتل العربي السني أمرا مشاعا من الجميع لأنه اليوم أمر مقبول أخلاقيا، فالسنة أس كل الإرهاب كما صوره الإعلام العالمي. فكل النظم السياسية العربية ميزت ضد المواطن، والنظم الجمهورية مثل البعث لم يميز بين أحد في الاضطهاد أو الإمعان في الإذلال. لكننا اليوم لم نسمع من أحزاب المظلومية الشيعية تجريما لمن قاتل في صفوف القوات الإيرانية إبان حربها مع العراق.



وهؤلاء هم القادة في العراق وهم من يقتل العراقي السني وغير السني بما في ذلك الشيعي. فهل سمعنا إخوتنا الشيعة يطالبون بمحاكمة هؤلاء أو حتى محاسبتهم أخلاقيا قبل سياسيا.



حلب لن تمثل انتصارا سياسيا ولا لحق على باطل بل هي جريمة في حقنا إنسانيا قبل إسلاميا. ونعم للأسف سنجد من سيصف هذه الجريمة بالنصر الإلهي انطلاقا من المظلومية الشيعية أو دفاعا عن المقدسات. إلا أن أهل سوريا من كل الطوائف والملل والأعراق من سيرث حماقات إرث الطوائف، كما هو حال العراق. فما هو شكل هذه الأوطان بعد كل هذا الدم والدمار وإرث الأحقاد. وكيف سنقنع الأزيدي أو المسيحي أو السني وحتى الشيعي بأن العراق وطن.



الوطن إرادة البشر في عبور التاريخ بمشروع يتجاوز جغرافيا الأعراق والطوائف والملل، وإن أردنا اليوم الاستمرار في ذلك المشروع فعلينا احتضان المستقبل أو الاستسلام لغباء إرث الطوائف. وأكرر أنني لن أعتذر عما بدأت به؛ لأن غباء الطوائف وجرائمها في العراق وسوريا قد حول بعضي طائفيا، ونعم أنا أتهم كل من وقف من الشيعة العرب متفرجا كالمشاركة في تلك الجرائم فقد تجاوزت الجريمة كل مجال للصمت.



تحية للقاضي محمد الجيراني المختطف في القطيف من قبل إرهابيين فقط لأنه إنسان رفض تقديم الطائفة على الوطن.



[email protected]