آلاء لبني

أمطار ضائعة

الاحد - 18 ديسمبر 2016

Sun - 18 Dec 2016

نقع في منطقة صحراوية تشهد قدرا قليلا من الأمطار غير المنتظمة خلال مواسم محدودة وقصيرة كموسم الشتاء الحالي، باستثناء المنطقة الجنوبية الغربية حيث تكثر فيها الأمطار الموسمية، مما جعلنا نواجه تحديات مائية عديدة، مما يستوجب الاستمرار في تنفيذ مشاريع الحصاد المائي، والحصاد هو الأسلوب المستخدم لحجز وتخزين مياه الأمطار والسيول في فترات سقوطها بطرق تختلف باختلاف الغاية من تجميعها: كالشرب أو الري أو تغذية المياه الجوفية.



وفي برنامج التحول الوطني لرؤية 2030 قدمت وزارة البيئة والمياه والزراعة عددا من المبادرات إحداها تعزيز مصادر المياه السطحية من السدود وحصاد مياه الأمطار.



بعض المختصين بالقضايا المائية يرون عدم جدوى بناء السدود في المناطق الجافة بسبب الأضرار البيئية المترتبة عليها. بناء السدود تقنية تاريخية قديمة ونجاحها مرهون بنجاح عدد من العوامل منها: أسس اختيار مواقع السدود كتحليل الخصائص الهيدرولوجية والجيولوجية والطبوجرافية، ونوع التربة التي تتساقط عليها الأمطار، وقوام التربة وأثره على معدل الارتشاح...الخ، ونوع المناخ وأثره في نوعية الأساليب المستخدمة في خزن المياه، ثم مراحل الإنشاء، الإملاء، الاستثمار، والمراقبة والصيانة التي تتأكد من جودة عمل السد حسب الغرض وترصد المشاكل.



بالنسبة لاختيار الموقع وفق طبوجرافية المكان، للأسف تركزت الكثير من مواقع السدود الحالية في أسفل مجاري الأودية، مما يجعل كمية المياه المخزنة خلف السدود صغيرة، مع ضرورة إنشاء خزانات أرضية مغلقة لتخزين هذه المياه والحفاظ عليها من التبخر، بالإضافة لحاجة العديد من السدود لإزالة تراكم الرسوبيات وإزالة الطمي، فضلا عن الصيانة للتشققات والتسربات.



الحقيقة أن أساليب حصاد الأمطار والسيول متعددة وتختلف بدرجة كبيرة باختلاف المناخ السائد وخصائص الموقع الجغرافي، حيث يجب اختيار الأسلوب الأمثل اقتصاديا ومناخيا لمواجهة نقص المياه التي تضيع بالجريان السطحي والتبخر، حيث لا تقتصر مشاريع الحصاد على إنشاء السدود الترابية، فبالإمكان الاستفادة من الأمطار في أولى فترات هطولها وبعد ذلك بفترات قصيرة في البيئات المتدهورة بطرق عديدة، كمواقع زراعية ورعوية تقع في أراض منحدرة وقريبة من القيعان، كعمل خطوط كنتورية بعكس اتجاه الجريان لمنع انجراف التربة وحجز كميات المياه الجارية؛ لتصب في برك زراعية لري المزروعات، ومن خلال عمل آبار مياه تجميعية وحفائر ترابية على مستوى المزرعة للاستفادة من الجريان السطحي وفائض السيول، مما يسهم في توفير حصاد مائي يوفر الغطاء الزراعي والنباتي الرعوي.



حسن إدارة الأزمة المائية تعني استغلال كل قطرة ماء عذبة والحفاظ عليها، فمشاريع تصريف السيول إلى البحر الأحمر نموذج على سوء استثمارنا المائي والاقتصادي!