خطب الجمعة

السبت - 17 ديسمبر 2016

Sat - 17 Dec 2016

غزاة طامعون



«ما يحصل للمسلمين من الكرب والابتلاء يجب أن يجعلهم في موضع محاسبة، وموطن تساؤل عن علاقاتهم بربهم، ومدى تمسكهم بدينهم، والتزامهم بسنة نبيهم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وعليهم أن يستفيقوا ويتعقلوا، ويتخذوا من هذه المصائب أسبابا للرجوع إلى خالقهم، ولا بد من الدفاع عن بيضة الإسلام، والوقوف صفا واحدا أمام كل عدو لدود لا يألو في المسلمين إلا ولا ذمة، والاتحاد لدرء الأخطار، والتعاون على الوقوف أمام كيد الأشرار لمكر الأعداء الحاقدين، والغزاة الطامعين، وأن يعدّوا لهم من القوة ما استطاعوا، وأعظم القوة التوبة إلى الله وإصلاح الأمور وفق شرع الله عز وجل، وما أصاب المسلمين في حلب الحبيبة من مجازر مروّعة، بلغت في القسوة ما لا حدّ له، ولكن لئن طال المصاب فلنتضرع للعزيز الوهاب، وندعوه خوفا وطمعا، ونخلص له العمل، فإن من أسباب دفع البلاء ورفع المصائب الإحسان بألوانه المختلفة ومنها الصدقة ومعاونة المحتاج لا سيما إخواننا المستضعفين في مواطن الصراع التي أصابت بلاد المسلمين كحلب والموصل واليمن وبورما وفلسطين وغيرها، وعلى تجّار المسلمين مسؤولية عظيمة تجاه إخوانهم، والتي تعود عليهم بالخير العظيم في دينهم ودنياهم، وعليهم أن يقدموا لأنفسهم، ويساعدوا إخوانهم، ويقدموا يد العون لكل فقير ومسكين، ليحفظ الله لهم أموالهم، ويبارك في تجاراتهم، ويدفع عن بلدانهم كل مكروه».

حسين آل الشيخ - الحرم النبوي



أمواج الفتن



«معاشر المسلمين ولئن كان العالم مفزعا بالحروب والخطوب فإن على أمة الإسلام جميعا أن تنثني إلى السيرة النبوية في عمق وشمول، وأن تكون أشد تعلقا بنبيها وسيرته عليه الصلاة والسلام تأسيا واستبصارا، ولم تكن حاجة الأمة في عصر من العصور إلى الاقتباس من مشكاة النبوة ومعرفة السيرة العطرة معرفة اهتداء واقتداء أشد إليها من هذا العصر، حيث فاءت الأمة إلى يباب التبعية والذيلية والوهن، وصار التنافر والتناثر في قرن وشط بها المزار عن ذلك الهدي المتلألئ الوضاء المدرار، وصارت مقدسات المسلمين يعيث فيها أعداء الإسلام فسادا، وها هم يصعدون عدوانهم وإرهابهم في مسرى سيد الثقلين وثالث المسجدين الشريفين، أقر الله أعين المؤمنين بفك أسره من الصهاينة الغاضبين، وجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين، وعلى شباب الأمة أن يسقطوا الرايات المشبوهة ويدحضوا الشعارات الزائفة، ويستظلوا بظلال السيرة الوارفة، وما أحوجنا إلى قراءة السيرة النبوية قراءة مقاصدية لنستشرف مآلات الأفعال وسط عالم تغمره أمواج الفتن ويعاني إخواننا في بقاع شتى صنوفا من الصراعات والقتل والتشريد وما حال حلب وأهل الشام عنا ببعيد وكذا إخواننا في العراق واليمن وبورما وأراكان».

عبدالرحمن السديس - الحرم المكي





تكالب المجوس



«الدعاء سلاح المسلم يكون معه في الملمات والشدائد ويكون عنده إذا وقع الظلم، لقد كان لنا في أنبياء الله أسوة حسنة فنبينا نوح عليه السلام دعا الله سبحانه وتعالى حينما دعا قومه ليلا ونهارا سرا وجهارا فأبوا واستكبروا، وكذلك موسى عليه السلام، وكذلك دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر: اللهم إني أسألك نصرك الذي وعدتنا، فأعز الله جنده ونصر عبده، إن الوضع في سوريا جد خطير والوضع في حلب أشد خطورة فقد تكالبت عليهم عصابات المجوس والروس لتدميرهم، لكن الله سبحانه وتعالى يأبى ذلك وسيكون النصر لهم، والحرص على الدعاء لإخواننا في بلاد الشام والحرص على الدعاء في الصلوات وفي الثلث الأخير من الليل، فإن لهم حق عظيم على الجميع، فإن الذي أصابهم مصيبة عظيمة ينبغي على المسلم أن يستشعر ذلك وأن يحرص على ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».

عبدالله آل الشيخ - جامع الإمام تركي