المحاصصة في الخصخصة

الأربعاء - 14 ديسمبر 2016

Wed - 14 Dec 2016

لا أقصد المحاصصة بمفهومها العام، ولكني جعلتها مدخلا لتوضيح الموضوع الذي أنا بصدد الحديث عنه وهو مشاركة اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي لكرة القدم الذين يتم التعاقد معهم عن طريق الأندية (بحصة) أربعة أجانب لكل ناد من لاعبي فريق كرة القدم، وبعدد (65) لاعبا لجميع أندية دوري جميل.



وبما أننا جعلنا للاعب غير السعودي حصة في دوري جميل سواء كان أجنبيا أو عربيا أو خليجيا، فلماذا لا نجعل (حصة) للاعبين غير السعوديين من مواليد المملكة؟ ويكون التعاقد أو الاحتراف معهم بنظام المحاصصة 3+ 1 بمعنى 3 حصص للأجانب من خارج المملكة وحصة واحدة لمواليد المملكة من الموهوبين الذين يثبتون جدارتهم ويحتاجهم الفريق؟ أم إن زمار الحي لا يطرب؟ فقد أثبت لنا غيرنا من جيراننا أنهم استفادوا من زمارينا وطربوا منهم، بل وأسمعونا ذلك الطرب في كثير من المحافل الرياضية،



فلا يوجد فرق بين اللاعب الأجنبي واللاعب الموهوب من مواليد بالمملكة، فكلهم يركضون خلف جلد منفوخ والبقاء للأجدر، بل إنه قد يكون اللاعب الموهوب والمولود بالمملكة أفضل، فهو أحد مكونات المجتمع بالمملكة ولا يكلف خزينة النادي كثيرا ويسهل إلغاء التعاقد معه أو انتقاله أو الاستغناء عنه، فلنجعل له حصة من الخصخصة في دوري جميل ولو على سبيل التجربة لموسم واحد، فقد أثبت بعض اللاعبين الأجانب من خارج المملكة فشلهم بالمشاركة مع فريق النادي، ولكنهم نجحوا بالمشاركة في أموال النادي.



فهل نرى أو نسمع في المستقبل القريب عن مطالبة ملاك الأندية الرياضية بالمملكة بعد التخصيص بوجود نظام للمحاصصة في أنديتهم وإعطاء اللاعبين الموهوبين من مواليد المملكة حصة بأنديتهم؟ فكلفتهم بسيطة والاستفادة منهم كبيرة، فالمستثمرون يبحثون عن التكلفة القليلة والربح الكثير.



ما زلنا نكتب بعض أنظمتنا وقوانينا الرياضية خارج النصوص الدولية، فهل سيأتي يوم تتعاقد فيه أنديتنا مع لاعب من مواليد المملكة كمحترف أجنبي أو خليجي؟



الحديث عن اللاعبين الأجانب في دوري جميل بحصة 4 أجانب لكل ناد يبعث على الغثيان لأن مستويات أكثرهم هزيلة ولا ترقى إلى طموح جمهور النادي، بل ولا ترقى إلى مستوى الدوري السعودي، وغالبيتهم استفاد ماديا من النادي ولم يستفد منه النادي فنيا، حتى رأينا بعضا منهم في دكة الاحتياط، مما تسبب في عدم ظهور لاعبين محليين في بعض المراكز الحساسة في الفريق، والأدهى منهم اللاعبون «الشيبان» الذين لديهم صك حصري على الخانة رغما عن الكل وضد الطبيعة البشرية والقوانين الكونية.