أحمد صالح حلبي

أين خريجو الكليات التقنية؟

الأربعاء - 14 ديسمبر 2016

Wed - 14 Dec 2016

أصبح الحديث عن الشباب وتعليمهم والفرص الوظيفية لهم، حديث الساعة لكل من يرغب في البروز الإعلامي ليكون نجم الساحة عبر الصحف الورقية والقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، فيدلي بدلوه متضمنا الجملة المشهورة، «أدعو الشباب للتوجه نحو التخصصات الفنية والمهنية، والبعد عن الأحلام المتمثلة في البحث عن العمل الإداري والمكتبي، فسوق العمل بحاجة للفنيين والمهنيين».



ويمكن القول إنه لا يوجد مسؤول إلا وتحدث عن الفرص الوظيفية المتاحة للشباب مع كل مشروع يطرح للنقاش أو يتم افتتاحه، حتى وإن كان مشروع حديقة عامة للأطفال، أو توسعة شارع فرعي!



ومع كل تصريح صحفي نقرأ ونسمع ونرى من يطالب الشباب بالتوجه للتخصصات الفنية والتقنية، مدعيا أنها لغة العصر التي يبحث عنها الكثيرون، فيقف الشاب حائرا بين هذه التصريحات، هل يواصل تعليمه بعد المرحلة الثانوية، ويتجه صوب الجامعة ملتحقا بأي من كلياتها، أم يتوقف ويقتنع بما وصل إليه ويتحول صوب كلية تقنية يحصل منها على درجة الدبلوم المهني أو التقني، وتلعب الحيرة والقلق دورا لدى الشباب خاصة وهم يرون في كل يوم بروز مسؤول من هنا وآخر من هناك متحدثا عن توفر آلاف الوظائف للشباب في المجالات التقنية والفنية، حتى يعتقد البعض أننا لا نعاني من البطالة وأنها غائبة كغياب الشمس ليلا، والحقيقة أن جل الوظائف ما هي إلا وظائف لفظية أي ليس لها وجود أو تواجد سواء بالقطاع الحكومي أو الأهلي، وما أشار إليه سعادته أو معاليه إنما هو من باب البروز والفلاش الإعلامي.



وقبل فترة مضت أكد معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية على «ضرورة خفض استقطاب الجامعات لخريجي الثانويات إلى 50%، وهو ما يشكل فارقا بواقع 30% عما تستقبله الجامعات السعودية حاليا، لافتا إلى أن الفارق يجب أن يتوجه إلى القطاعات المهنية والتقنية لتلبية الحاجة الكبيرة بسوق العمل».



فإن كانت السوق المحلية بحاجة للأعمال المهنية والتقنية، فأين هم خريجو المعاهد الصناعية الثانوية ومعاهد العمارة والتشييد الثانوية المطورة والكليات التقنية؟



نأمل من معاليه الذي أطلق هذا التصريح، وهو من شغل منصب محافظ المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني التي تخرج منها في كل عام آلاف الشباب السعودي، أن يوضح أين ذهب خريجو الكليات التقنية، وهل تم تعيينهم وفقا لحاجة سوق العمل وتخصصاتهم؟ أم إنهم تنازلوا عن مؤهلهم الصادر عن المؤسسة وعينوا بمؤهل أقل بوظائف أخرى، بعد سنوات من الانتظار؟



فهل يريد معاليه أن يرفع معدل البطالة بتخريج شباب لا وظائف لهم ولا تعليم جامعيا حاصلون عليه؟



وقبل أن يطالب معاليه الجامعات بخفض نسب القبول بها لتوجيه الشباب للأعمال الفنية والمهنية، هل يستطيع إيقاف عمليات إنهاء خدمات السعوديين بالقطاع الخاص التي فاقت معدلاتها المعقول ورفعت معدلات البطالة؟



إن ما نرجوه ونأمله من أصحاب المعالي الوزراء والسعادة الوكلاء ومديري العموم والفروع الابتعاد عن المبالغة في التصريحات الصحفية، فشبابنا هدفهم العمل وفق تخصصهم والاعتراف بمؤهلهم، لا أن يجدوا وظائف لا تعترف بمؤهلهم فيضطرون للعمل بوظائف أدنى مما كانوا يحلمون بها.