أحمد الهلالي

في رحاب الجامعة الإسلامية!

الثلاثاء - 13 ديسمبر 2016

Tue - 13 Dec 2016

يظل الإجلال لمن تتلمذت على يديهم، أو تعاملت معهم إن كانوا يشغلون مناصب إدارية في الجهة التي كنت تدرس فيها، أو كانوا موظفين ييسرون أمورك ويرشدونك إلى ما ينفعك، لكن هذا الإجلال مشروط بالسماحة ورقي التعامل، فما بالك حين تكون هذه الصفات مصحوبة بأسلوب راق من رفع معنويات الدارس، حتى يشعر بقيمة ربما تستلب منه في أماكن أخرى.



حين تخرجت في كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العام الماضي (مرحلة الدكتوراه)، كنت أشعر بالدفء والحميمية، وفي أعماقي رغبة للكتابة عن الكلية بعميدها الأنيق الدكتور محمد مباركي، ورئيس قسم الأدب والبلاغة الخلوق الدكتور علي العوفي وسابقه الدكتور مبارك شتيوي، ثم أساتذتي الذين أسبغوا علي أفضالهم وعلومهم بداية من أستاذ النقد الدكتور عبدالخالق الزهراني، وأستاذي في البلاغة رئيس القسم الدكتور عامر الثبيتي ـ يرحمه الله ـ وأستاذي في الأدب عميد الكلية الدكتور جابر المحمدي، ومرشدي الأمين الدكتور سفيّر القثامي، مرورا بوكيل الكلية للدراسات العليا آنذاك الدكتور إبراهيم الصاعدي، ووكيلها للجودة الشاعر الدكتور ماهر الرحيلي، وصديقي الشاعر خليف غالب والمحاضر عبدالعزيز العقلا، وزملائهما الأخيار.



كل هؤلاء الرجال الأفذاذ تعاملت معهم تعاملا مباشرا، ولم يشعروني للحظة أني طالب أتلقى العلوم والخدمات الأكاديمية على يديهم، بل كانوا بحميميتهم وابتساماتهم يبثون رسائل عفوية أني زميل لهم، حتى من الله علي فتخرجت ولله الحمد.



قبل أيام تلقيت رسالة من عميد شؤون الخريجين الدكتور إبراهيم الصاعدي يطلب مني تحديث معلوماتي على موقع الخريجين، ثم بعده بيوم تشرفت باتصال من وكيل الكلية للجودة الدكتور ماهر الرحيلي، أسبغ علي حلل الزهو وهو ينقل لي خبر تزكية أساتذتي وترشيحهم اسمي ضمن الخريجين الذين تفخر الكلية بتقديمهم نماذج إلى هيئة تقويم تجري مقابلات مع خريجي الجامعة، وليت الوقت أسعفني لأحظى بهذا الشرف الرفيع، فاليوم المختار كان متخما بأعمال لا تقبل التأجيل مطلقا.



عبارة (التعامل الحسن لا يحتاج إلى إمكانات)، قرأتها في إحدى العيادات ولم تبارح ذهني، لأجدها أمامي في أفعال أولئك الرجال المعتدلين المتسامحين ورقي تعاملهم، وكم أرجو أن تحذو المؤسسات التعليمية والأكاديمية حذوهم في تعاملها مع أبنائنا، وتظل جسور الود ممدودة أثناء دراستهم وبعد مغادرتهم، حتى لو كانت جسور ذكر حسن ودعوات في ظهر الغيب.



[email protected]