محمد حطحوط

السعودية تخسر.. أمثلة تقهر

الاثنين - 12 ديسمبر 2016

Mon - 12 Dec 2016

خبر مزعج ومقلق لأي إنسان يحب هذا البلد: موقع (كي هول) المتخصص بتحليل تويتر والهاشتاقات الفاعلة، برصد شخصي، الجهة الفاعلة رقم واحد في هاشتاق #Saudi أو #السعودية، ليست جهة سعودية!!



ليس هذا فحسب، بل هي جهة معادية عداء صارخا لهذا الوطن، وهذا كنظرة تسويقية - تسويق الدول- أمر مخيف ويتطلب إطلاق صافرات الإنذار، لأن الملايين حول العالم يأخذون مصادرهم عن السعودية وأهلها من جهات معادية، هذه الجهة المعادية سيئة في صياغة محتواها، وسبب حضورها الطاغي هو ضعفنا في استغلال هذه الأداة المؤثرة، وسائل التواصل الاجتماعي.



مرة أخرى موقع كي هول، مثل مواقع تقدم خدمات مماثلة يربطه اتفاق داخلي مع تويتر للوصول لبيانات المستخدمين للمساعدة في تحليل العملاء، وهذا يهم تويتر كثيرا، لأن هذا تماما ما يبحث عنه المعلن، والذي يشكل مصدر رزق تويتر.



مواقع تحليل منصات التواصل الاجتماعي - مثل كي هول وغيره - تخبرك من يتفاعل مع منتجاتك وقضاياك، ومن أي دولة ومدينة، بل ومن أي حي، وجنسهم ولونهم وديانتهم ولغتهم ومن المشاهير الذين يتابعونهم، ومتى الوقت الذي يغردون فيه وسيل طويل من التفاصيل عن كل مغرد. مربط الفرس هنا أن السعودية ما زالت مقصرة جدا في التسويق لذاتها، ولا بد من جمع خبرات وطنية –وما أكثرها- للقيام بهذه المهمة، لأن رجل علاقات عامة في وزارة الخارجية لا يكفي، وموظفا في قسم وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي كذلك لا يكفي لسد هذه الثغرة الكبرى.



عندما تكتب كلمة (السعودية) على محرك البحث (قوقل)، فلن تستطيع مقاومة البحر المائج الذي يخرج أمامك من أخبار غالبها سلبية عن هذا الوطن، والسبب أنه لا توجد جهة تتولى تنظيف ذلك، وتقوم برفع اسم المملكة في درجات البحث لقوقل، وهو علم اليوم يدرس اسمه: SEO Search Engine Optimization، وكيف تحسن من ظهورك في محركات البحث، إذا فهمت كيف تدار اللعبة.



الخبر المؤسف الثاني، ومع الضخ الإعلامي السلبي المتزايد عن السعودية، طبيعي أن تؤثر الجماهير في صناع القرار في دولها، وهنا مثال: ذكرت صحيفة رويال سنترال أن ملك إسبانيا بصدد الاستجابة لمطالبات لهيئات حقوق الإنسان بوقف بيع الأسلحة للسعودية، بسبب حرب اليمن! والمشكلة أن اسم المملكة بدأ يتردد كثيرا في الآونة الأخيرة في برلمانات كثيرة لدول أوروبية مختلفة.. لا بد من قيام حملات علاقات عامة وإدارة سمعة يقودها إنسان يفهم تماما هذا المجال.



جرائم الحوثيين في اليمن لا تنتهي، والقصص أكثر من أن تحصى، تنتظر فقط رجل تسويق محنكا، يعرف كيف يتم التسويق للدول، وكيف يوظفها بشكل بديع لخدمة السعودية وقضاياها المشروعة وبدعم من مجلس الأمم المتحدة. التسويق فقط هو من جعل العالم يعرف (دبي) ولا يعرف اسم الدولة التي تنتمي لها، الإمارات الجميلة، والتسويق فقط أبرز اسم (شيكاجو) ولا يعرف الناس اسم الولاية التي فيها (إلينوي)!



[email protected]