ومن يُفهِّم الشباب أنه (القيصر)؟؟

بعد النسيان
بعد النسيان

الجمعة - 09 ديسمبر 2016

Fri - 09 Dec 2016

انطلاقًا من ثقافة (الحسد)؛ التي يقول الزميل الألماني التعيس (نيتشه) ـ يرحمنا الله ويهديكم ويصلح بالكم ـ إنها (دينمو) الحياة المحرك لكل صراعاتها وتنافسها في الخير والشر! وبهذه المناسبة رحبوا معنا بانضمام هذا الزميل العظيم إلى شريحة (المُسَعْوَدِين) بكتاب سينشره قريبًا بعنوان: (هكذا تكلم الفنان محمد عبده)؛ فنظرية الحسد هذه مأخوذة حرفيًا من المثل النجدي الشهير: «لولا الغيرة ما كبرت منيرة»! وترجمها الزميل (الكذاذيبي) شعرًا في أسخف روائعه (الكافورية) على الإطلاق قائلًا:

ماذا جنيتُ من الدنيا وأعجبه ** أني لما أنا شاكٍ منه محسودُ؟؟

وقبله قال شاعر لا يمكن أن يكون (يزيد بن معاوية)؛ إلا إن كان قد اشتراه من (الأخطل): «حتى على الموت لا أخلو من الحسدِ»!!

إنها طبيعة الحياة يا (اسمك إيه؟) وانطلاقًا منها؛ فإن الموظفين يحسدون المعلمين، والمعلمون يحسدون الأطباء، والأطباء يحسدون السباكين، وينضم إليهم الأكاديميون والأدباء ويتوجهون جميعًا بالحسد الأعمى إلى المطربين ونجوم كرة القدم!!

أما المطربون فيكفي أن سيدهم/ صوت الأرض (طلال مداح) مات (مستورًا)!!

وأما اللاعبون فقد مات السبت الماضي، (كابتنهم) في عقد السبعينات الميلادية (إبراهيم تحسين) المعروف بـ(القيصر)؛ بعد أن أصر على إكمال مباراة فريقه (الشباب) مع (الهلال) في نهائي كأس الملك خالد (1980) رغم إصابته بكسر في الكتف، كما فعل قيصر ألمانيا (فرانز بيكنباور) في مباراة القرن ضد إيطاليا في كأس العالم (1970)!



وقبل ذلك مثل (إبراهيم تحسين) و(ماجد عبدالله) المملكة في (منتخب الخليج) الذي لعب ضد (هامبورج) الألماني بقيادة الإنجليزي (كيفن كيجان) في الكويت (1980)!

ثم سار (تحسين) على نهج القيصر بعد اعتزاله اللعب، واتجاهه لتدريب المراحل السنية في ناديه (الشباب)؛ حيث عرف باكتشافه الأسماء التي صنعت العهد الذهبي لنادي الشباب، وتوج هو بها مسيرته التدريبية الناجحة بتحقيق كأس النخبة العربية (1996)؛ كما أشار الصحافي والمؤرخ الرياضي (فهد الدوس) في مقالة نشرتها صحيفة الرياض أمس الجمعة، بعنوان: (رحم الله «تحسين الشباب»)؛ فيما اكتفى اتحاد كرة القدم بنعيه في (تغريدة) عابرة!



ولهذا ختم (الدوس) مقالته الوفية بالمطالبة بتكريم هذا النجم الكبير الذي أفنى عمره في ممارسة موهبته (هاويًا) ككل نجوم زمن (الطيبين)!

فهل يتوقف حسد الأدباء لنجوم الرياضة؛ إذا تيقنوا أنهم (سوا سوا) في النكران والجحدان والنسيان، و....(بعد النسيان)؟؟؟!



[email protected]