روحانية (دحيمية) بلا زهد ولا دروشة!!

يشدد الدكتور (محمد الدحيم) على التفريق الحاسم بين الروحانية التي يؤمن بها، ويدعو إليها، ويعلمها، وبين الدروشة العبيطة، التي أرادت أن تعبر عن حبها لسيدي وحبيبي ـ واللفظ للدحيم ـ محمد صلى الله عليه وسلم؛ فزعم السيد (الحبيب الجفري) أن الأغنيتين الكلثوميتين الوهّابيتين الشهيرتين (إنت عمري) و(أمل حياتي) كتبهما الشاعر (أحمد شفيق) في مدح النبي الأعظم؛ ساعة تجلٍّ صوفي (روحاني) في الروضة النبوية الشريفة!! وقد سخرنا من هذه (الخنبقة) في مقالة بعنوان: (يقطع شيطانك يا مولانا الحبيب الجفري)!! نشرت في (21/‏‏5/‏‏2016).



وكان لا بد أن يغار الأزهريون؛ حيث كشف مفتي مصر السابق سرًا لم يطلع الله عليه غيره، وهو: أن (عبدالحليم حافظ) غنى (أبوعيون جريئة) في مدحه أيضًا صلى الله عليه وسلم!!



هذه الشطحات السخيفة لا يمكن أن تكون روحانية؛ بل إن الصوفية ذاتها ـ وما زال المايكروفون مع الدحيم ـ تنسلخ من الروحانية بمجرد تقديس الذوات، والاستغراق في طقوس ميكانيكية ثابتة! وإن صح فهمنا؛ فإن (الدحيم) يرى أن الروحانية هي: أن تطلق الروح من سجونها المادية والحسية والمعنوية، وتتركها تهيم بلا أدنى قيد، على خلفية الأغنية الكلثومية السنباطية الأحمدرامية (أقبل الليل) وعند المقطع القائل: «أنا قلبٌ خفاق.. في دنيا الأشواق.. أنا روح هيمان... في وادي الأشجان»! ومنه تلاحظ أن كلمة (روح) مذكَّر وليست مؤنثًا كما هو شائع! و... نرجو ألَّا يطلع لنا (مجذوب) آخر، ويزعم أن رائعة (أقبل الليل) قيلت؛ احتفالًا بليلة الإسراء والمعراج!!



وعلى العكس مما هو متخثِّر في الأذهان؛ فإن الروحانية لا تدعو، ولا تؤدي إلى الزهد في الدنيا، ولا تنافي الطمع في المزيد من مباهج الحياة، وكل ما يميز الروحاني أنه (يجهد الجوارح وقلبه مطمئن)؛ كما يقول الإمام الأعظم (محمد متولي الشعراوي) عن حقيقة التوكل، والشعراوي ـ بالمناسبة ـ هو (الملياردير) الذي علَّم الشيخ (صالح كامل) المصرفية (الإسلامية) المنتشرة في كل بنوك العالم اليوم!!



وإذا كانت الدروشة نتيجة لرضوخ العقل للوجدان ـ كحالة (أبي حامد الغزالي) ـ فإن الروحانية الدحيمية (تفاتلٌ) ـ من فتل الحبل، ولم نسمع هذا الاشتقاق قبل (عبدالرحمن مرشود) ـ بين العلم والإيمان، أو بين الإيمان والعلم؛ فإنك لا تدري أيهما (بيضة) الروحانية، وأيهما دجاجتها؟؟ (واتقوا الله ويعلمكم الله)!!‏‫



[email protected]