أحمد صالح حلبي

نزاهة.. ننتظر منك المزيد

الخميس - 01 ديسمبر 2016

Thu - 01 Dec 2016

حينما صدر المرسوم الملكي الكريم رقم أ/‏65 وتاريخ 13/‏4/‏1432 بإنشاء «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد»، تحدث الكثيرون عن أعمال وخدمات ستقوم بها الهيئة تجعل الفساد يهرب من كافة القطاعات الحكومية، ويعلن الفاسدون توبتهم ويتسابقون للعمل بإخلاص وتفان، غير أن ذلك لم يحدث فسرعان ما تحولت أفعال الفاسدين من هادئة إلى سريعة تتوافق ومتطلبات العصر.



وقبل أيام مضت رفعت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) إلى المقام السامي الكريم نتائج تحرياتها وتحققها بشأن ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول «توظيف ابن أحد الوزراء بطريقة غير نظامية»، وما اكتشفته الهيئة بشأن مخالفات تعاقد عدد من الوزارات مع مواطنين برواتب عالية.



وأوضح بيان نشرته الهيئة عبر موقعها أنه «بعد التحري والتحقق مما نشر في وسائل التواصل الاجتماعي، والبلاغات التي تقدم بها عدد من المواطنين في الموضوع ذاته، وتبين لها أن تلك التعاقدات موقتة، وتمت على (برنامج استقطاب الكفاءات المتميزة)، وبمراجعة إجراءات التعاقد مع ابن أحد الوزراء اتضح للهيئة أن وزارة الشؤون البلدية والقروية تعاقدت معه ولم تلتزم في العقد المبرم معه ببعض الضوابط والشروط النظامية التي حددها الأمر السامي رقم (34807) وتاريخ 26/‏7/‏1436هـ اللازمة للتعاقد وفقا للبرنامج.



وظهر لها من واقع تحرياتها وتحققها، وما قدم لها من أوراق ووثائق؛ عدم التزام (10) وزارات في بعض حالات التعاقد بواحد أو أكثر من الضوابط والشروط النظامية اللازمة للتعاقد وفقا لبرنامج الاستقطاب، وهي: (وزارة الإسكان، وزارة الاقتصاد والتخطيط، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة الصحة، وزارة النقل، وزارة الثقافة والإعلام، وزارة التجارة والاستثمار، وزارة العدل، وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات).



وأجزم أن هناك وزارات أخرى مليئة بأصحاب السعادة المستشارين والخبراء من الأهل والأصدقاء لم يكتشف أمرهم بعد، ونتمنى أن تسعى الهيئة لحمل كافة أدوات ووسائل النظافة لتطهير الوزارات وأمانات البلديات من داء المستشارين والخبراء الذي استشرى، وسحب ملايين الريالات من صناديق الوزارات من بنود لا نعرف كيف ظهرت.



والحقيقة أنه مع ارتفاع أعداد المستشارين والخبراء وكثرة تخصصاتهم داخل القطاعات الحكومية أصبحنا لا نعرف أين ذهب الموظفون الرسميون ممن هم في المراتب الأولى وحتى الثالثة عشرة.



لكنا عرفنا أن معاليه أصبح محاطا بكوكبة من المستشارين المتخصصين حتى في انتقاء أفضل أنواع الطماطم، وغدا الموظفون مجرد أرقام داخل الوزارة، وبات هدفهم منحصرا في انقضاء الشهر واستلام المرتب، وأصحاب السعادة المستشارون والخبراء هم أصحاب الرأي لكونهم أقارب وأصدقاء معاليه والمخلصون له وللوطن.



وإن قلنا كيف يحصل سعادة المستشار غير المتفرغ على آلاف الريالات دون أي عمل يقدم سوى أنه صديق معاليه، قيل لا تنظر لأرزاق الناس، ولا تكن حسودا، واقتنع بما رزقك الله، واترك الناس تعيش.



وقبل أن نشكر هيئة مكافحة الفساد على كشف حقيقة من حقائق عدة، نرجو ألا تكون هذه الحقيقة هي الوحيدة، وأملنا أن تواصل مسلسل الكشف، فقد تكتشف أن هناك أخا عين أخاه أو أخته في منصب لا يستحقانه، وآخر استعان بصديق ليدون رقم المعاملة الصادرة، بعد أن عجز موظف الاتصالات الإدارية عن معرفة كتابته رغم خبرته العملية لسنوات طوال.

وحفظنا الله من داء المستشارين والخبراء.