سلمان الخير .. سلمان المعرفة

الخميس - 01 ديسمبر 2016

Thu - 01 Dec 2016

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس عددا من المشاريع النفطية العملاقة لأرامكو السعودية.

وكان في استقبال خادم الحرمين في مركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت بأرامكو السعودية بالظهران، أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، والمستشار في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد الفالح، ورئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر.



وفيما تشرفت مجموعة من الشباب السعوديين بتقديم الحجر الكريستالي الذي يرمز لكل مشروع من المشاريع الجديدة، تفضل الملك سلمان بن عبدالعزيز برفع ذراع التحكم، لتتدفق الطاقة من معامل الوطن إيذانا بتدشينها، حيث تبلغ قيمة المشاريع الإجمالية نحو 160 مليار ريال، ومجموع طاقتها الإنتاجية نحو 3 ملايين برميل مكافئ من النفط الخام والغاز يوميا.



وتواصل خادم الحرمين الشريفين عبر الاتصال المرئي المباشر مع مجموعة من الشباب السعوديين، في كل من مشاريع منيفة، والغاز في واسط، وخريص، وإنتاج الزيت في الشيبة، ومعامل سوائل الغاز في الشيبة، مباركا جهودهم ومتمنيا لهم التوفيق والنجاح.



80 عاما بين الزيارتين

وأوضح رئيس أرامكو المهندس أمين الناصر، في كلمته خلال الحفل الذي أقيم في المقر الرئيس للشركة بمدينة الظهران لتدشين مجموعة من المشاريع البترولية، أن 80 عاما تفصل بين زيارة الملك سلمان وأول زيارة قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز لأرامكو لتدشين أول شحنة للنفظ الخام.

وقال الناصر إن البدايات كانت متواضعة لكنها طموحة، حيث استمرت الشركة في النمو على مدى السنوات الماضية وبتوجيهات حكيمة من ملوك المملكة، حيث ترك كل منهم بصمة واضحة في نمو أعمالها، حتى أصبحت الآن في عهد الملك سلمان، هي العملاق العالمي الأكبر في صناعة الطاقة، كما أصبحت الشركة معيارا عالميا في الحجم والكفاءة والجودة والموثوقية والتطور التقني والابتكار.



50 % حصة الشباب

وأكد الناصر أن أرامكو السعودية تسعى للنمو والتنمية باستمرار، في خدمة الوطن، عبر العمل المتفاني والإنتاجية العالية لنحو 66 ألفا من منسوبيها، ويشكل الشباب منهم أكثر من 50%، حيث يبنون أرامكو المستقبل.

وقال «لا أدل على تميز أرامكو السعودية اليوم من هذا المركز المتطور، الذي ندشن من خلاله المشاريع العملاقة الجديدة، فمركز تنسيق العمليات هذا، هو مركز التحكم الرئيس لأعمال الشركة، وليس له مثيل في العالم، ويتحكم بإنتاج 15 مليون برميل مكافئ من النفط الخام والغاز، من خلال شبكة متكاملة من المرافق في البر والبحر وفي جميع مناطق المملكة».



60 سعوديا يقودون منظومة أعمال أرامكو على مدار الساعة

أكد رئيس أرامكو السعودية أمين الناصر لـ «مكة» أن مركز القيادة التحكم هو عصب أعمال أرامكو السعودية في الإنتاج والتوزيع والتخزين والسيطرة، حيث يدير إنتاج 15 مليون برميل يوميا منها 12 مليون برميل من النفط الخام و3 ملايين برميل من الغاز وسوائل الغاز الطبيعي، عبر 82 معملا و9 مصاف وعدة معامل لمعالجة الغاز ومحطات لإنتاج 6 ميجاواط من الكهرباء، بالإضافة إلى إدارة عمليات الشحن والتفريغ والتصدير للنفط والغاز في 3 موانئ هي رأس تنورة والجعيمة وينبع.



وقال الناصر إن إنشاء وتطوير المركز تم على مدى 40 عاما وإن من ضمن الأعمال التي يديرها عبر المختصين السعوديين التحكم في 23 ألف كلم من خطوط الأنابيب للبترول والغاز والتحكم في إيقاف الضخ عند حدوث أي طارئ، بالإضافة إلى التحكم في إمكانية تخزين حتى 50 مليون برميل يوميا.



وأضاف الناصر أن إدارة المركز الفريد من نوعه على مستوى العالم تتم بأيد سعودية مدربة بنسبة 100%، لافتا إلى أن من يدير منظومة العمل في أرامكو السعودية هم 60 مختصا من المهندسين والمشغلين الذين اكتسبوا الخبرات التشغيلية لعدة عقود يتوزعون في العمل على أربع ورديات تعمل على مدار الساعة، بمعدل 15 موظفا في الوردية الواحدة.





المركز الثقافي ينطلق من موقع أول اكتشاف للبترول



عقب افتتاح مشاريع أرامكو توجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مقر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران، حيث قدمت طفلتان حجر الإبداع الذي وضعه بيده في مجسم المركز معلنا تدشينه، فيما اطلع على مجموعة الصور التاريخية للملك عبدالعزيز، وعلى مجسم للمركز واستمع لشرح عنه.



ويشكل المركز صرحا هندسيا ومعرفيا أقيم في موقع تاريخي مهم للمملكة، وهو موقع اكتشاف البترول للمرة الأولى، ويتضمن المركز الذي صمم على هيئة صخور مستوحاة من صخور الظهران التي تحتضن البترول، على خمس صخور تمثل كل صخرة منها منشأة ثقافية، ستسهم في استقطاب أكثر من مليوني زائر سنويا.



بعد ذلك، دشن خادم الحرمين الشريفين معرض روائع آثار المملكة وطرق التجارة في شبه الجزيرة العربية، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، واستمع لشرح من رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، عن المعرض الذي يحكي تاريخ التجارة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده، ويستعرض طرق البخور ودروب الحج في عهود متتالية، وفي مراحل الدولة السعودية الأولى والثانية بالإضافة إلى مجموعة لمقتنيات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن.



ثم تفضل الملك سلمان بن عبدالعزيز بافتتاح معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" المقام في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، واستمع لشرح من الأمير سلطان بن سلمان عن المعرض الذي يقام في المملكة بعد محطاته السابقة في أربعة متاحف أوروبية، وخمسة متاحف أمريكية، استقبل خلالها أكثر من ثلاثة ملايين زائر. وأذن خادم الحرمين بانطلاق المعرض إلى جولته الآسيوية التي تبدأ من بكين في 20 ديسمبر المقبل، ثم كوريا فاليابان وبعدها إلى كوريا.



التاريخ يعيد نفسه بأبهى صوره

وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح في كلمة خلال حفل تدشين المركز "إن التاريخ يعيد نفسه بأجلّ وأبهى صوره، حيث نستعيد بحضوركم يا خادم الحرمين الشريفين، الذكرى التاريخية لزيارة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن قبل ما يقارب ثمانين عاما، والذي أبى إلا أن يشارك أبناءه في المنطقة الشرقية أفراحهم وابتهاجهم، فتحمّل مشقّة السفر، وقدم ليدير بيده الصمام الذي جرى منه النفط السعودي إلى الأسواق العالمية للمرة الأولى، وذلك بعد عام واحد فقط من تدفق النفط بكميات تجارية من بئر الدمام السابعة، التي أطلق عليها الملك عبدالله بن عبدالعزيز اسم (بئر الخير)".

ونوه الفالح بأن الثروة الاقتصادية التي واكبت تدفق النفط كانت عنصرا جوهريا في نقل المملكة إلى دولة رمز للتنمية والتقدّم؛ صاغت حضورها وتأثيرها بجدارة على الساحة الدولية.



وأضاف "إنكم يا خادم الحرمين الشريفين، تسيرون على خطى الملك المؤسس، وتباركون تدشين مركز الملك عبدالعزيز الحضاري ببنائه الباهر، والذي يمثل رمزيّة تاريخية بتتويجه باسم الملك المؤسس، ورمزية مستقبلية تتجسّد بإطلالته على بئر الخير، حيث سيكون ينبوعا يجري لثروة أكثر استدامة وأعظم أثرا ؛ وهي الثروة البشرية والمعرفية".



المشروعات تجسيد لرؤية 2030

وأكد الفالح أن أجيال المستقبل ستتذكر هذا اليوم الذي يغرس فيه الملك بيده الكريمة، شجرة طيبة من أشجار العلم والثقافة الباسقة، والتي سيقطف ثمارها، أجيال من المواطنين بمختلف أعمارهم، بل ومن شعوب العالم كافة.

وأضاف: لقد تفضلتم بتدشين عدد من المشاريع النّفطية العملاقة الجديدة، كما دشنتم قبلها مشروعات استراتيجية في كل أنحاء المنطقة الشرقية، وكل هذه المشاريع، تصبّ في مصلحة ومنفعة أبناء هذه البلاد المباركة، في تجسيد مشرق لأحد أهم جوانب رؤيتكم الطموحة 2030. فأنتم يا خادم الحرمين الشريفين، القائل بمناسبة إطلاق هذه الرؤية الحصيفة المباركة "هدفي الأولّ أن تكون بلادنا نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك".

وعد الفالح رؤية خادم الحرمين الشريفين تأكيدا على ريادة المملكة في العلوم والثقافة والبحث العلميّ، لتحقيق قفزة تنموية معرفية كبرى؛ محورها المواطن السعوديّ المبدع، الذي يتواصل مع الثقافات الأخرى بمسؤولية ووعي وإيجابية، متمسكا بعقيدته السمحة ومعتزّا بهويته.

وأشار إلى أنه لن يكون الدور الريادي والتنموي لهذا المركز مقصورا على المنطقة الشرقية التي تفخر باحتضانه، وإنما ستمتد برامجه الطموحة إلى أنحاء المملكة كافّة.



برامج للتنمية المعرفية بالحد الجنوبي

وقال إن أنظارنا اليوم جميعا تتجه إلى مناطق المملكة على الحدّ الجنوبي، لنقف مع أهلنا الذين يضربون أروع الأمثلة في الصمود، ومع رجال الوطن الأبطال الذين يذودون عن حياضه، ونسعد اليوم بحضور عدد منهم هذه المناسبة الوطنية.

وأضاف أنه بهذه المناسبة، يشرّف أرامكو السعودية أن تعلن عن أنّ أوّل مبادرة ستنطلق، من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، بعد تفضلكم بتدشينه، ستكون إقامة برامج للتنمية المعرفية في مناطق الحد الجنوبي، يستفيد منها أبناؤنا وبناتنا الأعزاء في تلك الأجزاء الغالية على قلوبنا.