دخيل سليمان المحمدي

شوارعنا والعاهات المزمنة

الأربعاء - 30 نوفمبر 2016

Wed - 30 Nov 2016

ما إن يتنفس الصعداء في إزاحة ذلك الطوق الخرساني معلنا عودة تفعيل الطريق وانتهاء عملية الصيانة التي دامت كثيرا حتى يعود الطوق اللئيم من جديد بمسمى جهة خدمية أخرى، فأحيانا الكهرباء ومرات المياه ومن ثم الاتصالات وبعدها الصرف، وهكذا يتناوبون على ذلك الطريق كل له مشرطه الخاص الذي يستخدمه بعد انتهاء من كان قبله، مشاريع يتم تنفيذها بعيدا عن التنسيق مما جعل شوارعنا رديئة مشوهة متلازمة بالطوق الخرساني الذي أصبح سمة ومشهدا لا يمكن أن يغيب عن شوارعنا أبدا.



إن غياب التنسيق وعدم المحاسبة أدى إلى تدهور حالة الطرق والشوارع لدينا رغم الميزانيات التي تخصص وتدفع سنويا مما سبب الخسائر لكثير من المواطنين وملاك العقارات عند إغلاق تلك الشوارع الحيوية والرئيسية بحجة الصيانة أو توصيل خدمة، مما جعل طريق الأمام مسلم الذي تم افتتاحه متمتعا بعنفوانه وريعان شبابه تتكالب عليه مشارط العمليات بشتى تخصصاتها لكي يصبح ضعيفا هزيلا نائما في غرفة الإنعاش لم يحظ حتى بزيارة مسؤول، بسبب الحفريات المتتابعة لتمديد كابلات كهربائية وبعد الانتهاء منها تأتي شركة الاتصالات لتقوم بحفر نفس المكان، ومن ثم تمديدات المياه والصرف الصحي وهكذا حتى أصبح مصابا بمتلازمة الحفريات المزمنة ولا تكاد ترى الطريق بدون أطواق خرسانية وشعارات (انتبه أمامك حفريات) أو (نأسف لإزعاجكم).



لقد شاهدت خلال أسبوع واحد أكثر من حادث بسبب ازدحام الشاحنات والسيارات الصغيرة من خلال عبورها للطريق الضيق جدا المجاور للطوق الثابت.



أين التخطيط الذي يسبق تنفيذ الطرق حيث البنية التحتية من تمديدات كهربائية وماء وصرف صحي واتصالات قبل الشروع بالردم والسفلتة؟ هل أصبح الشروع بالبنية التحتية بعد اكتمال البنية الفوقية؟ طبعا لا وهذا من أبجديات التخطيط.



أين هي الرقابة الحكومية التي تراقب المقاول وتقيم مستوى إنجازه من حيث الجودة والوقت المحدد؟

لحل هذه المشكلة لا بد من عمل تكاملي تشترك فيه الأمانة ووزارة المياه وشركة الكهرباء والاتصالات فلا بد من التنسيق بين هذه الجهات المعنية لوضع الحلول لا سيما أن هناك بعض الشركات تقوم بحفر أجزاء من الشوارع دون تخطيط مسبق لما ستقوم به فترى الحفر في المكان الواحد أكثر من مرة مما يتسبب في وجود تشققات في الطريق سرعان ما نشاهدها بعد انتهاء الردم بفترة قصيرة، حيث تظهر خلخلة في الشارع، نتيجة عدم اهتمام المقاولين بالبنية الفوقية، مما جعل شوارعنا بحالة يرثي لها من تقرحات وانخفاضات وتشققات، وكل ما يضر بجمالها ويتسبب في تعطيل المركبات، ونجدها بحاجة ماسة إلى مختص بالتجميل ليحقنها بمادة البوتكس فقط لنراها جميله دون جودة.