التجارة تعاقب بـنده في يوم الجنون

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2016

Tue - 29 Nov 2016

وقفت وزارة التجارة والاستثمار على أحد فروع بنده وصادرت منتجات منتهية الصلاحية، موقعة العقوبات النظامية عليها، بالتزامن مع إطلاقها لحملتها «إيوه اتجننا» أمس.



وقالت التجارة في تغريدة ردا على أحد المستهلكين على موقعها في تويتر «مرحبا بك ونشكركم على تعاونكم معنا، رجال الرقابة وقفوا على الموقع وصادروا جميع الكميات منتهية الصلاحية، وتم إيقاع العقوبة النظامية».



ووفق جولة للصحيفة لم تختلف حملة «اتجننا» التي صاحبتها حملة دعائية كبيرة، عن العروض الأسبوعية المعتادة مثل «وااااو» و»اشتر واحد واحصل على الآخر مجانا»، سوى بتكدس المتسوقين وشح العربات والرفوف الخاوية وأوراق التسعيرات الملقاة على الأرض وترك المستهلكين عربات مليئة بالمنتجات في أروقة السوق بعد أن غادروا دون أن يحاسبوا عليها.



التخلص من العروض



وأظهرت الجولة أن العروض أتت من قبل الشركات الموزعة والمستأجرة للرفوف داخل متاجر بنده لأجل التخلص من بضائع شارفت على الانتهاء أو لقدم الطراز، فعلى سبيل المثال جاء حليب «النيدو» ضمن عروض حملة «اتجننا» بمدة صلاحية لا تتجاوز 20 يوما. كما رصدت الجولة أن المنتجات المعروضة كانت بكميات محدودة وقليلة جدا من أجل تسويق منتجات أخرى ظلت قابعة على الرفوف.



تدافع ومشاجرات



كان اللافت مع انطلاق الحملة وجود كثافة عددية للمتسوقين عند مدخل المتجر، مما أحدث تدافعا بين الزبائن ووقوع مشاجرات بين آخرين، وقد أدى التزاحم إلى شح عربات التسوق مما دفع بعضهم لحمل أوزان ثقيلة تزيد على المعقول، وكان لافتا وقوف الدوريات الأمنية لتنظيم طوابير المتسوقين ولتسيير ازدحام المركبات.



الإفصاح عن الكميات



وقال أحد موظفي «بنده» خلال حديثه لـ «مكة» والذي فضل عدم ذكر اسمه، إن منتجات حملة «اتجننا» التي يكون بالفعل ثمنها مقبولا لم تكن مغايرة أو بعيدة عن عروض سابقة، لافتا إلى أن العروض نفدت خلال الساعة الأولى نتيجة عدم وجود كميات كبيرة، بل إن المتجر لم يوفر في بعضها سوى خمسة منتجات، خاصة منتجات أقسام الأجهزة الالكترونية، بينما تكون الأسعار ثابتة في منتجات أخرى، وطالب الموظف الجهات الرقابية والتجارية، بل أيضا الأمنية بالوجود داخل المتاجر لفض النزاعات حيال وجود عدد من المشاجرات التي تحصل داخلها، مشيرا إلى وقوع أربع مشاجرات بين العملاء لأخذ منتج لم يعد متوفرا منه سوى منتج واحد، خاصة وأن العرض لم يمض عليه سوى بضع ساعات.



وكلاء المنتجات



من جانبه علق مختص في التسويق ماجد مجدي بأن مثل هذه العروض دائما ما تأتي بالشراكة مع وكلاء المنتجات لعمل تسويق على عدد محدود من السلع بهدف الدعاية والإعلان عنها خلال فترة قصيرة، لافتا إلى أن المتاجر تستفيد من زيارة عدد كبير من الزبائن الذين غالبا ما يشترون سلعا وبضائع من خارج العروض المعلنة داخل المتجر، فكثير من المتسوقين حاليا في «بنده» مثلا سيكونون عرضة لشراء ما لا يحتاجونه نظرا للأفكار التسويقية والعروض شبه الوهمية.



تكدس المتسوقين



وتحدث أحد المتسوقين ثامر حسن خلال وجوده في «هايبر بنده» وقال «إن العروض شملت منتجات بعضها شارف على الانتهاء ولم يتبق على صلاحيتها إلا بضعة أسابيع، وأحيانا بضعة أيام، بينما هناك عدد من المنتجات نفدت كميتها رغم الحضور المبكر، إضافة إلى سوء التنظيم.



خطط تسويقية بحتة



بدوره تحدث الخبير الاقتصادي سليمان العمران بأن ما يتم أخيرا من عروض هو خطط تسويقية بحتة لا تهدف إلى خدمة المستهلك، بل تسييل بضائع تكدست، فمن يقف على المستودعات وعلى دخول البضائع وتكدسها في الموانئ يوقن بأن الأسعار الحقيقية هي التي تم ترويجها كعروض، في الوقت الذي بدأت تنتشر ثقافة مقاطعة المنتجات التي ما زالت مرتفعة.



التسوق الالكتروني



فيما أشار عضو اللجنة التجارية في غرفة جدة أحمد العطاوي إلى أننا بحاجة إلى سنوات لكي نتحول بشكل كامل إلى التسوق الالكتروني ونزيل رعب التخفيضات وما يصاحبه من ازدحام، وهذا يحتاج إلى رفع ثقة المستهلك في التسوق الالكتروني، كما هو في بعض دول العالم، لافتا إلى أن غالبية المتسوقين في الدول الأوروبية يستخدمون الشبكة العنكبوتية وهذا بعكس ما لدينا، مبينا أن وزارة التجارة كسبت ثقة المستهلك أخيرا مما جعل المستثمرين يتجنبون أي عروض يكون طابعها ترويجيا ووهميا.



رفع الثقافة الأمنية



في المقابل أوضح مدير شرطة مكة المكرمة سابقا اللواء يحيى الزايدي لـ «مكة» أن المتاجر مطالبة بوضع خطة أثناء عمل التخفيضات المختلفة أو أن تتحول هذه المتاجر إلى البيع الكترونيا خلال فترات العروض، الأمر الذي يسهم في رفع الثقافة الأمنية والصحية دون أن نجد عشرات الدوريات الأمنية أمام بوابات المتاجر خلال العروض، فالجهات الأمنية وعلى الرغم من وجودها المستمر إلا أنها في أوقات العروض لا بد من رفع جهودها لتفادي أي حوادث نتيجة لتدافع المستهلكين.



اغلاق لإعادة التجهيز



إلى ذلك قالت بنده في تغريدة على موقعها في تويتر «نظرا للإقبال الشديد على عروض إيوا اتجننا، و لخدمتكم بشكل أفضل، سوف يتم إقفال أسواقنا من بعد صلاة الظهر وحتى صلاة العشاء وذلك لتعبئة الأرفف بالبضائع وإعادة تجهيز الأسواق لاستقبالكم».