خادم الحرمين يدرج رأس الخير في منظومة الإنتاج المتكامل

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2016

Tue - 29 Nov 2016

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم مشاريع التعدين في مدينة رأس الخير والبنية الأساسية التنموية، متضمنة مشروع قطار سار وميناء رأس الخير ومحطة تحلية المياه وشبكة الغاز والقرية السكنية والمجمع الصناعي.



وأعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح موافقة خادم الحرمين الشريفين على تسمية مجمع أرامكو للصناعات البحرية مجمع الملك سلمان للصناعات البحرية.



وقال الفالح في كلمة نيابة عن شركاء النجاح «يشرفني أن أقف بين يديكم مرحبا بكم، في موقع جديد من مواقع الخير والعطاء والتنمية الوطنية، وأنتم تتفضلون بتدشين مشروعات قطاع التعدين في مدينة رأس الخير الصناعية، فتأذنون بذلك بوضع مدينة رأس الخير الصناعية على خارطة المنظومة الإنتاجية المتكاملة لاقتصاد الوطن كصرح صناعي كبير وواحد من إنجازات التنمية الحديثة في بلادنا وتعيدون إلى الذاكرة أحداثا وذكريات هي محل فخر واعتزاز كل أبناء وطننا العزيز».



وأضاف «كما بادر والدكم المؤسس الملك عبدالعزيز إلى إطلاق الصناعة البترولية السعودية فور اكتمال توحيد المملكة ها أنتم اليوم تدشنون منظومة متكاملة لقطاع التعدين في مدينة رأس الخير الصناعية وتضعونها على منصة الانطلاق نحو آفاق تنموية رحبة فيها بإذن الله كل الخير والنماء والرفاه للمملكة وشعبها».



تجسيد لتنويع مصادر الدخل



وأوضح الفالح أن هذه المنظومة الصناعية التعدينية تجسيد للسعي الحثيث والمدروس نحو تنويع مصادر الدخل والاقتصاد الوطني عن طريق استثمار جميع الموارد المتاحة في البلاد وفتح الأبواب للصناعات الاستراتيجية لتعمل وتزدهر مع كل ما يعنيه هذا التنويع من تعزيز للدخل واستقرار للاقتصاد ودعم للنمو.



وقال «ولهذا، حرصنا في إطار توجيهاتكم على أن تقوم هذه المشروعات على نفس الأسس الراسخة التي أسهمت في نجاح المبادرات الاستراتيجية السابقة لها، وهي: الاستثمار الواعي والمخطط له بإتقان لموارد البلاد وثروتها والالتزام بأرفع وأفضل المقاييس العالمية في التخطيط والتنفيذ والسعي لتأسيس شراكات استراتيجية مع المؤسسات العالمية ذات العلاقة والحرص على زيادة المحتوى المحلي في هذه المشروعات والاستثمار الجاد والمستمر في الثروة البشرية الوطنية بالتدريب والتأهيل وتوليد الوظائف».



وأضاف «وقد سعت الحكومة لدعم وتطوير قطاع التعدين وفق معطيات تنافسية جديدة ومتميزة باستثمارات ضخمة تجاوزت 130 مليار ريال كرست لتأسيس البنية التحتية من قطارات وموانئ ومحطات للكهربا والمياه وإمدادات من الغاز والكبريت ومصانع الفوسفات والألمنيوم مرتبطة بالمناجم التي أسستها شركة معادن، الشركة الوطنية القائدة لقطاع التعدين والتي تصنف اليوم ضمن أكبر عشر شركات تعدين على مستوى العالم وذلك في غضون تسع سنوات فقط من تخصيصها».



منظومات متكاملة للبنية الأساسية



وأشار الفالح إلى أن المشروعات التي أنجزت في مدينة رأس الخير الصناعية لم تكن لتتحقق دون التعاون والتكامل بين أجهزة حكومية عدة هي وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ووزارة النقل ووزارة المالية ووزارة البيئة والمياه والزراعة وصندوق الاستثمارات العامة ومصلحة الجمارك العامة والهيئة العامة للاستثمار والهيئة الملكية للجبيل وينبع والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والمؤسسة العامة للموانئ والشركة السعودية للخطوط الحديدية، إذ عملت هذه الجهات معا على مدى سنوات بتنسيق وتكامل مستمرين.



وأكد أن ما تحقق في مدينة رأس الخير الصناعية يعد مثالا واضحا لما تستطيع الدولة أن تنجزه من تشييد وتشغيل منظومات متكاملة من البنية الأساسية والصناعية بتضافر جهود جميع الأجهزة الحكومية لإنجازها لتقدم رسالة واضحة إلى العالم أجمع تثبت أنه متى ما وجدت العزيمة بأننا قادرون على إنجاز ما يعده الآخرون مستحيلا مثل هذه المشروعات بالغة التعقيد والصعوبة لما فيه مصلحة اقتصادنا الوطني واقتصاد العالم، معبرا عن الشكر لكل الشركاء وخص منهم الشركة السعودية للخطوط الحديدية لما بذلته من جهد متميز في إنشاء مشروع قطار الشمال الذي يبلغ إجمالي طوله 3000 كلم ويربط وسط وشرق وشمال المملكة باستثمارات بلغت 35 مليار ريال، مبينا أن ذلك المشروع الذي بات أحد أهم الروافد الإسنادية لصناعة التعدين عن طريق خط التعدين الذي يخدم مدينة وعد الشمال ومرافق شركة معادن في مدينة رأس الخير الصناعية وسيخدم منشآت شركة أرامكو السعودية والمرافق الصناعية في الجبيل من خلال الشبكة التي تقوم الشركة بتنفيذها.



ونوه بجهاز الهيئة الملكية للجبيل وينبع التي تدير مدينة رأس الخير بكل مهنية واقتدار بعد ما تسلمت مسؤولياتها من الجهات والشركات الأخرى.



توطين نوعي للصناعات والخدمات البحرية وأكد الفالح أن هذه المشروعات تجسيد لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين التي بموجبها استهدفت رؤية المملكة 2030 أن يصبح قطار التعدين أحد ركائز الاقتصاد الوطني، إضافة إلى قطاع البترول والبتروكيميائيات وأن يسهم في الناتج المحلي الإجمالي بما يصل إلى 240 مليار ريال.



وقال «لم تقتصر رؤيتكم الثاقبة على قطاع التعدين العملاق، بل تخطته لتشمل قطاعات تنموية جديدة تسهم هي أيضا في تنويع اقتصادنا وتوطين إمداداتنا وتولد عشرات الآلاف من الوظائف وتفتح مجالات واسعة للاستثمار والابتكار، ومن هذه القطاعات الجديدة قطاع الصناعات والخدمات البحرية».



وأضاف أن «إطلاقكم لقطاع الصناعات والخدمات البحرية في المملكة يتيح توطينا نوعيا لأعمال مهمة جدا للمملكة والمنطقة والعالم تشمل بناء منصات إنتاج البترول البحرية وأجهزة الحفر والسفن، بالإضافة إلى توفير خدمات الصيانة لهذا القطاع الحيوي».



وقال «إن بهجتنا لا توصف بتدشينكم منظومة قطاع التعدين وانطلاقة الصناعات البحرية هنا في مدينة رأس الخير الصناعية، ونأمل أن نتشرف قريبا بافتتاحكم مدينة وعد الشمال وهي قصة أخرى من نجاح السعوديين في تنفيذ وتحقيق رؤى قادتهم بالعلم والحزم والعزم وأنه سيكون للقرار التاريخي الذي اتخذتموه بتمويل البنية الأساسية لمدينة وعد الشمال أكبر الأثر في قيام هذا المشروع الوطني ونجاحه».



تطوير مشروع فوسفات باستثمارات بلغت 24 مليارا



من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة معادن خالد المديفر إن رأس الخير ستكون منصة انطلاق قطاع التعدين الواعد نحو تحقيق أهداف القطاع في رؤية السعودية 2030.



وأضاف المديفر «إن كان لمعادن أن تفخر بما أنجزته في هذا الصرح الصناعي الكبير مدينة رأس الخير، فهي تفخر كذلك بثقة الحكومة بها لتأسيس مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية في «منطقة الحدود الشمالية» ونحن في طريقنا -بإذن الله- لتحقيق الوعد بحسب ما خطط له وسنواصل يا خادم الحرمين الشريفين العمل لترسيخ مكانتنا في صدارة شركات التعدين العالمية وكرافد أساسي للاقتصاد الوطني، حيث سنزيد من أعمال الاستكشاف لموارد التعدين في جميع أنحاء المملكة لمضاعفة احتياطياتنا من المواد التعدينية».



وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة معادن بدء العمل بتطوير المشروع الثالث للفوسفات بطاقة 3 ملايين طن سنويا، تماثل طاقة المشروع الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين اليوم تضاف تدريجيا وصولا لكامل الطاقة الإنتاجية في 2024 باستثمارات تقارب 24 مليار ريال، وكذلك البدء في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لدراسة إضافة خط إنتاج ثالث للألمنيوم في رأس الخير، إضافة إلى الاستمرار في النمو في قطاعات الذهب والنحاس والمعادن الصناعية والسعي إلى استشراف الفرص الاستثمارية واستقطاب الشراكات العالمية وتوطين التقنية.