مشروعات رأس الخير منصة انطلاق قطاع التعدين لرؤية 2030

السبت - 26 نوفمبر 2016

Sat - 26 Nov 2016

يأتي تدشين مشروعات البنية الأساسية التنموية والتعدينية في مدينة رأس الخير الصناعية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إنجازا عملاقا جديدا يضاف إلى سجل إنجازات المملكة التنموية، ويؤكد أن البلاد بقيادتها الرشيدة وبعزم رجالها وتكامل القطاعين الحكومي والخاص قادرة على تحقيق الإنجازات الكبرى التي تحاكي قصص النجاح العظيمة التي تحققت في قطاعي» النفط» و»الغاز» في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز وابنيه سعود وفيصل، وكذلك ما شهدته المملكة من تأسيس وتطوير لقطاع البتروكيماويات وتأسيس مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين في عهد الملوك خالد وفهد وعبدالله.



وتعد مدينة رأس الخير مركزا اقتصاديا وتنمويا واعدا، ونموذجا ينطق بالنجاح في إنشاء المدن الصناعية العملاقة التي تحتضن المشاريع الاستثمارية الضخمة، وما تتطلبه من خدمات متكاملة. وبلغ حجم الاستثمارات في مشاريع البنى الأساسية والمجمعات الصناعية التعدينية ما يزيد على 130 مليار ريال، تضيف إلى الناتج المحلي نحو 35 مليار ريال، بجانب نقل وتوطين تقنية الصناعات التعدينية في المملكة، فضلا عن إسهامها في إيجاد 12 ألف فرصة وظيفية مباشرة، وعشرات الآلاف من الفرص غير المباشرة للمواطنين، سواء في المصانع أو في مشاريع البنية الأساسية.



وستشكل مشاريع مدينة رأس الخير منصة انطلاق لتحقيق أهدافها ضمن رؤية السعودية 2030.



وتتضمن مشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية في رأس الخير:

- مشروع سكة الحديد، أو ما يعرف بقطار التعدين.

- محطة رأس الخير لتحلية المياه وإنتاج الكهرباء.

- ميناء رأس الخير.

- منجم معادن للفوسفات في حزم الجلاميد.

- منجم معادن للبوكسايت في البعيثة بالقصيم.

- مجمع مصانع معادن للفوسفات في رأس الخير.

- مجمع مصانع معادن للألمنيوم في رأس الخير.



القطار يوازي حمولة600 شاحنة

يشمل المشروع الذي تبلغ تكلفته 25 مليار ريال نقل الركاب والبضائع، فضلا عن قطار التعدين، عبر شبكة يبلغ إجماليها 2750 كلم. ويمكن قطار التعدين شركتي «معادن الفوسفات»، و»معادن الألمنيوم» من إيصال خامات الفوسفات والبوكسايت من المناجم في شمال ووسط المملكة إلى مناطق التصنيع في كل من مدينتي رأس الخير الصناعية على الخليج العربي، ووعد الشمال شمال المملكة، عبر خط حديدي يبلغ طوله حوالي 1600 كلم.



ونجحت الشركة خلال خمس سنوات في تشغيل أول قطاراتها لنقل المعادن من مناجم الفوسفات في حزم الجلاميد إلى مناطق المعالجة والتصدير في رأس الخير.



ووصلت الطاقة الاستيعابية للقطار خلال كل رحلة إلى نحو 15 ألف طن، بما يوازي حمولة 600 شاحنة، تبع ذلك خلال عام 2014 تشغيل قطارات البوكسايت من مناجم البعيثة في القصيم إلى رأس الخير بطول 600 كلم، والتي تصل طاقتها الاستيعابية حاليا إلى 11 ألف طن للقطار الواحد.



وأسهمت قطارات التعدين في إزاحة عدد ضخم من الشاحنات عن الطرق العامة بين مناطق المواد الخام ومدينة رأس الخير، إذ بلغ إجمالي ما تم نقله حتى نهاية عام 2015 نحو 17 مليون طن تقريبا، بما يوازي حمولة 680 ألف شاحنة، حيث تغني كل رحلة من الرحلات عن حمولة 600 شاحنة تقريبا، يضاف إلى ذلك التخفيض في كميات الوقود المستخدمة في عملية النقل، مقارنة بالشاحنات، حيث تجاوز الوفر في الوقود ما يزيد على مليون برميل من الديزل.



27 مليارا تكلفة محطة التحلية وإنتاج الكهرباء



يعد مشروع محطة رأس الخير لتحلية المياه المالحة وإنتاج الطاقة الكهربائية من المشاريع التنموية ذات الطابع الحديث في البناء والتقنية العالمية المتطورة. ويضم المشروع أكبر وحدات إنتاج للتحلية بالعالم. وتبلغ تكلفة مشروع المحطة والطاقة الكهربائية مع خطوط نقل المياه المحلاة ما يقارب 27.4 مليار ريال، في حين يبلغ الطول الإجمالي لخطوط نقل المياه من محطة رأس الخير إلى منطقة الرياض ومحافظة حفر الباطن ما يقارب 1290 كلم (خط مزدوج)، بطاقة إنتاجية تبلغ 1.025 مليون متر مكعب من المياه المحلاة في اليوم، كما تبلغ الطاقة الإنتاجية للكهرباء المصدرة 2400 ميجاوات تنفذ بطريقة الإنتاج المزدوج وبأسلوب التبخير الوميضي (MSF ) والتناضح العكسي (RO )، لإنتاج الماء وبتقنية الوحدات المركبة من توربينات غازية وتوربينات بخارية (CCPP) لإنتاج الكهرباء.



ويأتي المشروع ضمن ثلاثة مشاريع كبرى في رأس الخير، فبالإضافة إلى مشروع محطة تحلية المياه وإنتاج الطاقة الكهربائية، هناك مشروع نظام لنقل مياه رأس الخير إلى الرياض، ويضم مشروع المحطة أكبر وحدات الإنتاج لتحلية مياه البحر التي تمت صناعتها في العالم. وسيغذي المشروع مدينة الرياض والمحافظات الداخلية (سدير والمجمعة وشقراء والغاط وثادق والزلفي)، بواقع 900 ألف متر مكعب، كما سيضخ 100 ألف متر مكعب موزعة على النعيرية، السعيرة، القرية العليا، السلمانية، الصداوي، القيصومة، وحفر الباطن. وفي حين سيتم تزويد شركة معادن بـ 1350 ميجاوات من إنتاج المحطة من الكهرباء، فسيتم تحويل بقية الإنتاج، والبالغة 1050 ميجاوات إلى الشبكة الوطنية للكهرباء.



35 مليون طن طاقة ميناء رأس الخير

هو أحد مشروعات البنية الأساسية التنموية المدشنة، والذي أشرفت وزارة النقل ومن خلال المؤسسة العامة للموانئ على إنشائه بمواصفات عالمية بتكلفة تقدر بـ 4.2 مليارات ريال، على مساحة 23 كلم مربع، بطاقة استيعابية تقدر بـ 35 مليون طن سنويا، ويضم حاليا 12رصيفا، بما فيها أرصفة مشروع وعد الشمال التي تم اكتمالها بنسبة تقارب الـ 100%، وسيصل عدد الأرصفة مستقبلا إلى 15 رصيفا، ما يمكن من شحن واستقبال ملايين الأطنان من المنتجات المعدنية من الفوسفات، والألمنيوم، وغيرهما.



ويضم الميناء 25 مبنى لإدارة الميناء والإدارات الحكومية العاملة فيه، ومبنى الأمن الصناعي، ومبنى الإطفاء، والعيادة الطبية، وورش الصيانة، والمطعم، ومسجدين. كما يحيط بالميناء حاجز أمواج بطول 15 كلم وقناة ملاحية بطول 24 كلم وعرض 175 مترا وعمق 16.2 مترا، وأرصفة لاستقبال السفن بعمق 15.2 مترا، إضافة إلى سور أمني ببوابات أمنية بحسب مواصفات الهيئة العليا للأمن الصناعي. ويتمتع الميناء بشبكة طرق وإنارة حديثة ومضخات إطفاء وشبكة تمديدات مياه لمكافحة الحريق.



ويتولى إدارة وتشغيل الميناء 103 موظفين سعوديين يشغلون كل الوظائف الإدارية، إضافة إلى عقود المساندة التي تضم نخبة من الخريجين السعوديين المؤهلين للعمل في الإدارة والتشغيل والأعمال البحرية. ويبلغ إجمالي الموظفين في الميناء 307 موظفين.



%7 من من الفوسفات العالمي شمال المملكة

استثمرت شركة معادن نحو 21 مليار ريال لاستثمار (7%) من المخزون العالمي للفوسفات المتوفر في شمال المملكة، بحسب دراسات الهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية. ويبلغ إنتاج المنجم 11,6 مليون طن سنويا من المواد الخام، وأنشأت معادن مجمعا لصناعة الأسمدة الفوسفاتية في رأس الخير، بالشراكة مع شركة (سابك).



وتبلغ حصة «معادن» في المشروع 70%، فيما تملك الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» الـ 30%.



ويهدف المجمع لاستخراج وتنقية خام الفوسفات في الجلاميد، ونقله بالقطارات إلى رأس الخير عبر خط لسكة الحديد يبلغ طوله 1400كلم، لإكمال تصنيعه من خلال أربعة مصانع عملاقة تعد الأكبر عالميا، لإنتاج ثلاثة ملايين طن من الأسمدة الفوسفاتية سنويا. وتنتج معادن اثنين من الأسمدة الفوسفاتية الأكثر استخداما على نطاق واسع في الزراعة الحديثة، هما الفوسفات ثنائي الأمونيوم (DAP) ، والفوسفات أحادي الأمونيوم (MAP)، كما يملك المجمع القدرة على إنتاج مركبات فوسفاتية أخرى تحتوي على عنصر الكبريت، يتم إنتاجها لمواكبة احتياجات الأسواق المختلفة.



ويساهم إنتاج معادن من الأسمدة في تسميد حوالي 70 مليون هكتار من أراضي زراعة الحبوب، التي يقدر إنتاجها بنحو 200 مليون طن من الحبوب، تكفي لغذاء حوالي 500 مليون إنسان سنويا.



وتمتد شبكة تصدير منتجات معادن من الفوسفات ومشتقاته إلى الدول الآسيوية، وأستراليا، وشرق أفريقيا، وأمريكا اللاتينية.