مقترحات لرؤية وزارة التعليم ووزارة الشؤون الإسلامية 2030

الأربعاء - 23 نوفمبر 2016

Wed - 23 Nov 2016

الرؤية السعودية 2030 جاءت لتلاقي تطلعات القيادة نحو تعزيز كافة مسارات التنمية في مختلف المجالات التي تخدم الوطن والمواطن، مما جعل تلك الرؤية حدثا تاريخيا، وبما أن الحديث ذو شجون عن تلك الرؤية يجب ألا ينسينا أهمية تحصين أبنائنا ضد الانحرافات الفكرية في شتى أنواعها، وإن كنت أرى من واجبات رؤية 2030 أن تركز على المدرسة والمسجد فهما عاملان أساسيان في حياة كل فرد مسلم.. فالمدرسة يبدأ النشء انطلاقته منها ويبني أفكاره عليها وعلى ما تعلمه واكتسبه، وهنا يكوّن بيئته المستقبلية من مدرسته فيجب أن تكون المدرسة بيئة تنظيمية وتشريعية للحافظ على أفكار أبنائنا من الأفكار الهدامة والدخيلة، ولا مانع من أن تستعين المدارس في حصص النشاط بآبائنا المتقاعدين ممن يملكون الإخلاص والحب والوفاء في قلوبهم تجاه هذا الوطن الغالي وقادته البررة ليكونوا متحدثين ناصحين للطلاب، واصفين لهم كيف كنا في القرون السابقة على عهد أجدادنا أيام الحروب والعنصرية المقيتة ثم كيف أصبحنا في الوقت الحالي من تطور وازدهار وكل ذلك يأتي بوحدة الصف وليس الانشقاق، وهنا يجب على الرؤية الجديدة أخذ آراء المتقاعدين وأفكارهم وغرس روح الوطنية من آبائنا وأجدادنا في نفوس وقلوب أبنائنا.. أما النقطة الأخرى التي يجب تكون من أساسيات الرؤية 2030 هو منبر الجمعة هذا المنبر الذي لو طبق على الوجه الأكمل وبالشكل الصحيح لكنا مجتمعا منتجا هادفا لكل ما هو يصب في مصلحة الفرد والمجتمع وقبل ذلك الوطن بأكمله، نكون يدا واحدة تجاه من يحاول أن يزعزع أمننا وأن يغزونا من خلال أقرب الناس لنا وهم فلذات أكبادنا أبناؤنا، وأنا أرى منابر الجمع هي الأساس، وهي تحصين الجبهة الداخلية، وهي السبب المباشر في ترسيخ العقيدة الصحيحة فمن القليل جدا أن نجد مكانا يتفق عليه الناس في توافدهم وتجمعاتهم في الأحياء إلا منابر الجمع من خلال خطبة صلاة الجمعة التي يأتي إليها الجميع فيجب أن تكون رؤية 2030 لها نصيب أوفر ومن هذا المنبر من خلال طرح أفكار جديدة وأساليب مبتكرة على علم وثقافة ودين، فليس من المعيب أن نشاهد من المتخصصين في المجال النفسي والاجتماعي من يتحدث إلينا بعد خطب الجمعة أو من خلال الخطبة عن معالجة السلوكيات الدخيلة، والأفكار الهدامة، ومخاطبة مرحلة الشباب تحديدا، وتلمس عواطفهم وترسيخ العقيدة في نفوسهم، وإن قوة هذه الدولة أعزها الله استمدتها من الوسطية والاعتدال والتعاون بين سائر أفراد المجتمع السعودي، ونسمع من خلال منابر الجمع دعوة للتعايش السلمي والبعد عن الانشقاق والانقسام، وعن إثارة الفتن والتحريض، وعلى ألا تكون خطب الجمعة مقتصرة على المختص الشرعي فقط فنحن في الرؤية الجديدة نحتاج التنوع والتغيير في كل ما من شأنه محاربة الأفكار الضالة، كما يجب أن يحمل خطيب الجمعة هما كبيرا من خلال التعايش مع أفراد الحي الذي يخطب فيه، وأن يكون لهم ناصحا موجها ليس فقط من خلال المنبر يجب أن يكون أبعد من ذلك، فهو كالقائد يساعدهم حتى في أمور دنياهم وقبل ذلك دينهم الذي هو عصمة أمرهم، يكون لهم كالوقف الذي أجره لا ينقطع.