أمير المدينة يرعى افتتاح "مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام"

الأربعاء - 23 نوفمبر 2016

Wed - 23 Nov 2016

رعى أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان مساء أمس حفل افتتاح مؤتمر "ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام"، الذي تنظمه جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، بمشاركة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بحضور عضو الهيئة العليا للجائزة الأمير نواف بن نايف، وجمع من أصحاب المعالي والفضيلة، وضيوف المؤتمر من باحثين وأكاديميين من داخل المملكة وخارجها.



وألقى كلمة ضيوف المؤتمر والمشاركين نيابة عنهم وزير الشؤون الدينية والحج والأوقاف بجمهورية باكستان الإسلامية الدكتور سردار محمد، أكد فيها أن المؤتمر جاء في توقيته الصحيح، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل جزءا كبيرا من حياة كثير من الناس حول العالم، وانتشرت من خلالها فوائد كثيرة ومنافع جمة، وفي نفس الوقت لا تخلو من مضار عظيمة وشرور مستطيرة إذا استخدمت بشكل سلبي، مبينا أن المؤتمر يؤدي دور الوقاية وتبيان الحقيقة وإنارة الطريق لكل من يتعامل مع شبكات التواصل.



ونوه الوزير بالاهتمام الدائم الذي توليه السعودية لقضايا الأمة الإسلامية وقضايا شبابها، مؤكدا أن المملكة لم تتوان يوما من الأيام عن تقديم الخدمات لأبناء الأمة الإسلامية كافة من غير تفضيل لون أو جنس، معربا عن استنكاره وشجبه لما حدث من استهداف قبلة المسلمين مكة المكرمة بصاروخ أطلقته الميليشيات الحوثية المفسدة، حيث ثبت بالبرهان الناصع أن أعداء الإسلام يسعون لزعزعة أمن هذه البلاد المباركة، مؤكدا أن جمهورية باكستان حكومة وشعبا تقف إلى جانب المملكة.



بعد ذلك ألقى مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم المرزوقي كلمة بين فيها عظم التأثير الذي تحدثه شبكات التواصل الاجتماعي على الأفراد والمجتمعات، مبينا أن في عصر العولمة الثقافية وزمن الإعلام الجديد أصبح لشبكات التواصل الاجتماعي تأثيراتها على الجميع، وبخاصة الشباب، وقال: انطلاقا من الدور الرائد والثابت للسعودية في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى المجالات، كان لجائزة الأمير نايف السبق في تنظيم مؤتمر "ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام"، الساعي للتأصيل الشرعي للتعامل مع مواقع التواصل، والإفادة منها في تعزيز العقيدة الصحيحة والدعوة الإسلامية ونشر منهج الاعتدال والوسطية والتسامح البعيد عن التطرف والغلو، والتأكيد على إنسانية الإسلام وأخلاقياته وتعاملاته وتعزيز الانتماء الديني والوطني ووسائل مكافحة الممارسات السلبية وترويج الإشاعات ونشر الأفكار المنحرفة.



عقب ذلك، استعرض مستشار ولي العهد الأمين العام للجائزة الدكتور ساعد العرابي، أبرز المخاطر التي تحدثها شبكات التواصل في الجوانب الفكرية والمعرفية والسلوكية للأجيال الناشئة، مفيدا أن هذا المؤتمر ليس كافيا، بل يجب أن تتبعه مؤتمرات ودراسات وورش عمل لكي نصل إلى منطلقات تحقق التحصين لأجيال الغد، وتكفل الاستخدام الصحيح لمخترع في مقدوره بحكم خصائصه بناء المجتمع أو هدمه.



ونوه العرابي بقدرة المفكرين والباحثين في بلادنا على التعامل مع مخاطر شبكات التواصل، وقال: عندما أطل شيطان الإرهاب بوجهه القبيح على العالم، وجد السعودية له بالمرصاد، فأحبطت خططه وجففت منابعه، وأضحت تجربة السعودية في مكافحة الإرهاب فكريا وأمنيا تجربة عالمية رائدة، ولما أدرك رؤوس الشر من مخططي الإرهاب أن خططهم ووسائلهم التقليدية القديمة لم تعد تجدي، وأن مخططاتهم باءت بالفشل، وسوءاتهم بدت وتكشفت، خلعوا الثوب التقليدي البالي، ولبسوا زيا جديدا، أخفوا به معالمهم القديمة، وتقنعوا بأقنعة تلائم متطلبات العصر، واستخدموا وسائل تناسب المرحلة الحضارية المعاصرة، فانتقلوا إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت لبث سمومهم وفكرهم الخارجي المارق، واستهدفوا شباب المسلمين وأغروهم ليستخدموا معاول هدم وقنابل تفجير موقوتة، مستغلين عواطفهم الإيمانية وحماستهم الدينية، وظنوا أن استخدامهم وسائل التقنية الحديثة بشبكاتها الاجتماعية سيتيح لهم فرصا ثمينة للتفرد بأبنائنا الشباب، ولبث شبهاتهم في عقولهم وقلوبهم دون أن يكتشف ذلك.



وأبان أن شبكات التواصل سرعت وتيرة الحياة، وكسرت الضوابط والقيود، وهتكت ستر الخصوصيات ومعايير الأخلاق وعولمة الأفكار، وأصبحت ظاهرة إعلامية ساحرة ومؤثرة، وأضحت منتشرة في العالم أجمع، وكثر مستخدموها، وبدأ سوء استخدامها يفرز آثارا سلبية انعكست على المجتمعات الإسلامية والعربية عموما، وأصبح شبابنا بكل أسف مستهدفين في عقيدتهم وفكرهم وأخلاقهم، وكان لا بد من التصدي لذلك بالعلم والفكر للارتداع وبالحزم للردع، فجاء انعقاد المؤتمر، تأكيدا على عزم المملكة على مواصلة التعامل مع ظاهرة الإرهاب والانحراف الفكري ومحاربته، واستباق خططه، فلم تقف مواجهته على وضع الخطط الأمنية وتنفيذها فقط، بل تتم بنهج علمي حضاري وتقني يفوق تصورات رؤوس الضلال ورموزه.



وأوضح العرابي أن مشاركة أهل العلم والفكر في المؤتمر ستسهم في نشر الوعي المجتمعي تجاه شبكات التواصل واستخداماتها، وفق ضوابط ومعايير تعزز الجوانب الإيجابية وتحد من الآثار السلبية، وتحدد دورا للمؤسسات المختلفة، لاسيما القضائية في ضبط استخدام تلك الشبكات.



وتتواصل اليوم جلسات المؤتمر الذي تستمر أعماله يومين، بمشاركة باحثين ومفكرين من داخل المملكة وخارجها، فيما يختتم المؤتمر بإصدار جملة من التوصيات في عدد من المحاور المتعلقة باستخدامات شبكات التواصل الاجتماعي.