ولي العهد: المنهج الإسلامي يؤهل الفرد ليكون فاعلا في نهضة أمته

الاثنين - 21 نوفمبر 2016

Mon - 21 Nov 2016

u0648u0644u0649-u0627u0644u0639u0647u062f
ولى-العهد
أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المشرف العام على جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، الأمير محمد بن نايف أن المنهج الإسلامي يؤهل المسلم ويعنى بتربيته ليكون صالحا في نفسه ونافعا في مجتمعه وفاعلا في نهضة أمته، وفي تثبيت أركانها، وهو جزء لا يتجزأ من نسيج أمته، له حقوق كفلها له الإسلام شريطة أداء واجباته تجاه أمته من احترام الإسلام كشريعة شاملة تحمل الخير، والحفاظ على ثوابت الأمة، وصيانة لحمتها التي تتحقق باحترام الأطر العامة والخاصة للأمة.



وقال ولي العهد في تصريح بمناسبة انعقاد المؤتمر الأول لـ (ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام) الذي تنظمه جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة اليوم: إن المتأمل في مصدري التشريع كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - يرى بكل وضوح وجلاء الكثير من الوصايا والواجبات والأحكام التي تدعو إلى تحقيق الأخوة والتلاحم والتعاضد والتواصل والتعاون والإخاء والتكافل بين أفراد الأمة، وبين الإنسان وأخيه الإنسان، كما جاء الإسلام لمحاربة كل الحواجز التي يمكن أن تفرق بين أفراد الأمة مثل العصبيات بسائر أقسامها وأسمائها، والكبر والغرور والحقد والحسد وسوء الظن، وغيرها من الصفات المذمومة التي جاء الإسلام للقضاء عليها واجتثاثها من جذورها، يقول الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)، ويقول تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)، ويقول النبي (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).



الإسلام دين تلاحم

وأكد ولي العهد أن هذه البلاد المباركة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - قامت على أساس فكري وعقدي مستمد من القرآن الكريم وسنة الرسول بوصفهما المصدر الأساس للتشريع في هذه البلاد، وهما سبب فخر واعتزاز وقوة التفاف وتلاحم المجتمع السعودي مع قيادته وولاة أمر هذه البلاد المباركة، وظلت الوحدة شعارا راسخا وواقعا ملموسا بين المواطنين على مدى تاريخهم الطويل، وظل التلاحم بين الشعب والقيادة الحكيمة سمة بارزة ومشهودة في المشهد السياسي والاجتماعي، رغم كل التحديات والمواقف المحورية وطنيا وقوميا وإسلاميا وعالميا، وفي مختلف المحافل يؤكد المسؤولون والأكاديميون والمثقفون والمواطنون السعوديون ما يتمتع به المواطن من وعي، بابتعاده عن تلبية الدعوات المشبوهة والمتطرفة الإرهابية لزعزعة أمن الوطن، وقد أثبت الشعب السعودي الوفي أنه على مستوى المسؤولية، وأن القوة الحقيقية لأي شعب من الشعوب هي مقدار تلاحم هذا الشعب مع بعضه البعض وتمحوره حول الوطن واتفاقه على الأسس الوطنية.



الشبكات في خدمة الدين

وأشار ولي العهد إلى أن التطورات المتلاحقة في عالم التقنية، التي أحدثت نقلة غير تقليدية في عالم الاتصال والتواصل، بوسائله المختلفة، جعلت المجتمع أحوج ما يكون إلى استخدام هذه الوسائل وبفاعلية لشرح وتعزيز المبادئ، والقيم الإسلامية، وموقف الإسلام من القضايا المطروحة على الساحة في مختلف المجالات الدينية، والسياسية، والاقتصادية، والأخلاقية، والعسكرية، والإنسانية، وغيرها، مبينا أن مواقع التواصل الاجتماعي استحوذت على عقول كثير من الناس، وخاصة الشباب منهم، مما يجعلنا نؤكد ضرورة التوجه صوب هذه الوسيلة لاغتنامها في الدعوة الإسلامية، فيما يعود على الوطن والمواطن بالخير والفائدة، ولذلك تنظم الجائزة بمشاركة الجامعة الإسلامية مؤتمر (ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام) الذي يشارك فيه ثلة من العلماء والمفكرين والباحثين.



خدمة الدين والوطن

وسأل الأمير محمد بن نايف الله سبحانه أن يوفق الجميع لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن يرزقهم الإخلاص في القول والعمل، وأن يكف البأس عن جميع المسلمين، وأن يحفظ لهذه البلاد المباركة دينها وأمنها وأمانها في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله، داعيا المولى جل وعلا أن يجزي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - خير الجزاء على ما قدمه من جهد لخدمة دينه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ووطنه، وأن يكتب ما قدمه لهذا الجائزة المباركة في موازين حسناته، مثمنا جهود أعضاء اللجنة العليا للمؤتمر وجميع منسوبي اللجان العاملة فيه، وجميع المشاركين في أعماله من مختلف أنحاء العالم.



الحذر من صناعة الإشاعة

أوضح عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المطلق أن الشبكات الاجتماعية نعمة، ولكن هذه النعمة أساء استخدامها مفسدون يدسون السم بالعسل ويضربون على أوتار الشهوات والشبهات، يحبون أن تشيع الفاحشة، ويصنعون الإشاعة المقلقة وينشرونها، ويشتغلون مع الشيطان في الفساد والإفساد.



فيما ذكر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس أن »شبكات التواصل الاجتماعي قد أحدثت نوعا من التواصل الاجتماعي بين البشر في فضاء الكتروني افتراضي، فقربت المسافات، وألغت الحدود وزاوجت بين الثقافات«، مشيرا إلى أن هذه الشبكات تعددت واستأثرت بجمهور واسع من المتلقين، لما اتسمت به من سرعة في إيصال الأخبار والأحداث، والرسائل النصية، ومقاطع الفيديو وغيرها.