زيادة التوعية لمواجهة مرض السكري

الاثنين - 21 نوفمبر 2016

Mon - 21 Nov 2016

سيبقى مرض السكري إلى أجل غير محدد حاليا رفيقا غير مرغوب فيه عند العديد من الأشخاص، فحتى الآن لا يوجد شفاء تام من هذا المرض، ورغم اتساع رقعة المرض وزيادة الأبحاث المتعلقة به ما زال داء السكري عدوا صامتا يفتك بالعديد من المرضى.



لا تخف عزيزي القارئ إن عرفت أنك مصاب بالسكري واعلم بأنك واحد من ملايين الأشخاص المصابين بهذا المرض، واعرف أن عليك التحلي بالصبر، والإيمان، والعزيمة والمعرفة للتأقلم مع المرض والتعايش معه.



إن مواجهة مرض السكري تتطلب المعرفة أولا، فعن طريق هذه المعرفة يمكن مواجهة المرض ومنع أو تأخير مضاعفاته والتعايش معه، والعيش حياة أقرب إلى الطبيعية، فالالتزام بالحمية وبأدوية الطبيب وتعليماته يجعل التعامل مع السكري أمرا أيسر وأسهل منالا.



ولا تنس أن هناك العديد ممن يحاولون المتاجرة بآلام المرضى وآمالهم لتحقيق مكاسب مادية على حسابهم، لذلك احذر من كل الدعايات والأشخاص الذين يروجون لأدوية عشبية سحرية حسب زعمهم، فهذه العشبة الفلانية تغني عن الإنسولين، وتلك أخرى تقضي على المرض نهائيا، واعلم أن العديد من هذه الأعشاب قد قضت فعلا على المريض وليس المرض، وسارع دوما بالاستفسار من طبيبك عما تحتاجه، ويمكنك الاستعانة بشبكة الانترنت للحصول على ما ترغب من معلومات.



ينتشر الداء السكري بشكل واسع في العالم، وأصبح لا يخلو بيت من مصاب واحد أو أكثر، وتدل الإحصاءات العالمية على أن داء السكري في تصاعد كبير، ففي عام 2000 كان هناك 171 مليون مصاب على المستوى العالمي، ومن المتوقع تضاعف العدد عام 2030 ليصل إلى 366 مليون مصاب.



لقد أدى تزايد حالات الداء السكري إلى دق ناقوس الخطر حتى اعتبرته منظمة الصحة العالمية وباء يجب مكافحته. وفي وطننا العربي الحال ليس بأحسن، حيث وصل عدد المصابين بمرض السكري في جمهورية مصر العربية إلى 7.6 ملايين عام 2014 وإلى 3.8 ملايين مصاب في المملكة العربية السعودية.



ويشكل الداء السكري مع اختلاطاته عبئا كبيرا على خزينة الرعاية الصحية في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، ويصرف في الولايات المتحدة دولار واحد على السكري مقابل كل 7 دولارات تصرف على الرعاية الصحية. وتصل نفقات الرعاية الصحية لشخص واحد مصاب بالسكري أرقاما باهظة.



إن تغير نمط الحياة وقلة ممارسة الرياضة والميل لحياة الكسل والخمول، وتغير النظام الغذائي، وانتشار البدانة وتعقد الحياة وزيادة الضغوطات اليومية، كل ذلك عوامل ساهمت في انتشار مرض السكري، وقد يكون هناك عوامل أخرى ما زالت مجهولة.



لقد أصبحت مشكلة السكري ضخمة الأبعاد رغم التقدم المثير الذي حدث في مجال الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك ما زال المرض الكلوي يحدث عند سدس المرضى السكريين، وتساهم الاختلاطات الكلوية في نصف الوفيات الباكرة عند مرضى السكري المعتمد على الإنسولين.



لقد دلت الاستبيانات على أن نصف المصابين بالسكري يجهلون إصابتهم به بسبب غياب أعراض السكر في كثير من الحالات، كما أن نسبة عالية من مرضى السكري خاصة في الدول النامية يجهلون الكثير عن هذا المرض وكيفية تعاملهم معه.



إن للتثقيف الصحي دورا كبيرا في تدبير الداء السكري والتقليل من مضاعفاته وجعل مريض السكري يعيش حياة أقرب إلى الطبيعية. وإيمانا منا بهذا الموضوع فقد ارتأينا زيادة مثقفي ومثقفات مرضى السكري في المملكة في محاولة لسد ثغرة ولو صغيرة في مجال التثقيف الصحي عند مرضى السكري.



وأخيرا فلنتحد لنرتقي خطوة بالاتجاه الصحيح للتثقيف والمعرفة؛ للوقوف في وجه القاتل الصامت.