فواز المالحي

حرازات جدة والضياع الجغرافي.. شكرا قوقل!

الاثنين - 14 نوفمبر 2016

Mon - 14 Nov 2016

مدينة الحرازات في منطقة مكة المكرمة خارج محيط الاعتراف، إن كانت عشوائية فهي مشكلة ويجب الاعتراف بها والبدء في تمدينها، وبخطوات بسيطة، كتعبيد الطرق الرئيسية والفرعية وتسمية الشوارع، وهذا أمر بسيط لو أرادت أمانة جدة، وتوجيه الخدمات ووصول سيارات الطوارئ والإنقاذ، المهم هو أن تتحول إلى مركز يتبع إلى محافظة جدة أو تستقل كمحافظة تتبع لمنطقة مكة المكرمة، وتتوفر بها مراكز الخدمات الأمنية والدفاع المدني والهلال الأحمر، وتصبح داخل نطاق الحياة.



لا يجوز أن يعيش سكان الحرازات جغرافية ضائعة حتى في أسهل الأمور، فهم يستدلون بمحطات الوقود، ويكون وصف الوصول إلى المنازل بالعلامات البارزة وجهات أربع مختلفة، «بعد المحطة، قبل آخر مطب، عند مثلث العمال، خلف أحواش بيع المواشي»، غير معقول أن يعيش نصف الموظفين في مدينة جدة داخل تلك الأحياء التي لم تصلها حياة المدينة ولا تزال تعيش حياة القرية.



لا حل يا إمارة منطقة مكة إلا الاعتراف بـ«الحرازات» وتمدينها وتأهيلها، أما التنمية الاقتصادية فأهلها هم من أحيوها وعملوا على توفير احتياجات السكان، وذلك بفتح محال تجارية تناسب جزءا من الحياة الكريمة التي يطمحون إليها، أما الحياة على استحياء وتقديم الخدمات بمنة وكأن سكانها في مخيم لاجئين فهذا خطأ يسهم في تكوين الجريمة، ويعد موافقة مبدئية على صناعة مجتمع غير منشغل بالتنمية والحياة.



مزعج جدا أن تذهب إلى تلك الأحياء العشوائية وترى أصحابها هم من نظموها وصنعوا أماكن للترفيه وكونوا أسلوب حياة مختلفا عن أجمل مدينة في السعودية «جدة» وهي جزء منها.



نظام تنمية الحرازات حتى الآن أهلي، يتقاسم جماعة المصليات التكلفة، ويقدمون تنمية مشروع مدني، وهذا عار على الجهات ذات الاختصاص التي تتجاهل ولا تعترف بشرعية الحياة داخل تلك الأحياء.. شكرا شركة قوقل فأنت أول من اعترف بالحرازات وخططها بخرائط الكترونية.