عبدالله محمد الشهراني

استيقظ المارد

الأربعاء - 09 نوفمبر 2016

Wed - 09 Nov 2016

هكذا وبدون مقدمات، وبعد انقطاع دام أكثر من 50 عاما لم تصنع اليابان فيها أي طائرة تجارية، استيقظ العالم على طائرة نفاثة تجارية جديدة، لكن هذه المرة كانت الولادة شرقا بعد أن اعتاد الناس على النظر غربا عند الحديث عن طائرة جديدة. حدث هذا الإنجاز بالتحديد في شركة ميتسوبيشي العملاقة. هذا الكيان العظيم الذي انطلق عام 1870م كشركة شحن في البداية على يد المؤسس (ياتارو إيواساكي)، أما الآن فما هو المجال الذي لم تقتحمه ميتسوبيشي!



اليابانيون «ما يلعبوا»!! فاجؤوا الجميع بطائرة ميتسوبيشي أم آر جيه، طائرة جاهزة للبيع ليست للدراسة أو للتجربة، اقتحمت المجال لتقود السوق مبتعدة عن المنافسة، فهي أقل استهلاكا للوقود عن مثيلاتها بـ20%، ويعود ذلك إلى تصميمها الانسيابي ونوعية المادة المختارة لتصنيعها، والتي ساهمت في تقليل قوة الاحتكاك في الهواء، ومن ناحية أخرى تعتبر ميتسوبيشي أم آر جيه الأفضل عالميا من ناحية معدل الضوضاء، فهي أقل بـ40% من أقرب منافسيها، وأيضا الأفضل عالميا من ناحية الانبعاثات والمحافظة على البيئة، ونجدها بالتحديد متقدمة عن اشتراطات الإكاو بالنسبة للضوضاء والانبعاثات.



ومن ناحية المبيعات نجد أن عدد الطلبات المؤكدة للطائرة ميتسوبيشي أم آر جيه 233 طائرة و180 أخرى تحت التفاوض، وبسعر منافس مغر لشركات الطيران يبدأ من 45.8 مليون دولار. العجيب أن كل هذه المميزات هي لطائرة جديدة لم يبدأ التشغيل الرسمي لها. ألم أقل لكم إن «اليابانيين ما يمزحوا».



حلقت الطائرة في السماء لأول مرة العام الماضي في 11/11/2015 في رحلة تجريبية، والمتوقع أن يتم تسليم أول طائرة في منتصف العام الميلادي المقبل. للطائرة ميتسوبيشي أم آر جيه ثلاثة أنواع تختلف في الطول والسعة المقعدية، إذ تبدأ من 76 مقعدا وتصل إلى 100 في أطول نوع. في هذه الأنواع الثلاثة تجتمع ثلاثة عناصر متشابهة، قائد الطائرة وفني الصيانة وقطع الغيار. هذا التشابه يساهم بشكل فعال في خفض تكاليف التشغيل.



الطائرة تستطيع قطع مسافة تصل إلى 3770 كلم بسرعة تقدر بـ828 كلم/ الساعة. شخصيا.. لا أتصور أن شركة ميتسوبيشي سوف تكتفي بهذا النوع من الطائرات مستقبلا، وأعتقد أن لديها استراتيجية أكبر لم تعلن عنها بعد، فدخولها في تنافس مع شركة إمبيراير وبومباردير خطوة ذكية، وابتعادها عن «القروش الكبار» بوينج وأيرباص ومحاولة الاستفادة منها بدلا من خوض معارك وتنافس معها يعد ذلك دليلا على وجود استراتيجية ماكرة. ما تم الإعلان عنه رسميا هو خطة لمدة 20 عاما تطمح خلالها ميتسوبيشي إلى بيع 1000 طائرة من نوع أم آر جيه، وتبدأ بجني الأرباح بعد الطائرة رقم 500.



أتوقع بعد مرور 5 سنوات والتي سوف تتمكن فيها شركة ميتسوبيشي في هذه الصناعة، إنتاج طائرات جديدة تكون منافسة للطائرات بوينج 737 و 777 وأيرباص 330 و 320.

حينها سوف نغير العنوان من استيقظ المارد إلى «جا يطل غلب الكل».