عبدالله محمد الشهراني

نعم في إندونيسيا

الأربعاء - 02 نوفمبر 2016

Wed - 02 Nov 2016

في منتصف شهر أكتوبر الماضي وصلت إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي بجاكرتا، قادما من أوكيناوا (اليابان) مرورا بمطار هونج كونج العظيم، خرجت من الطائرة متوجها إلى منطقة الجوازات واستلام الحقائب، لا شيء ملفت، ولم أتجرأ على المقارنة احتراما لمطار هونج كونج ورأفة بمطار الملك عبدالعزيز بجدة، استلمت الحقيبة وخرجت من الصالة رقم 2 وصعدت الباص متجها إلى صالة رقم 3، لأكمل مسار رحلتي إلى (مكاسر)، وفي الطريق لم ألتفت إلى شيء منشغلا مع الجوال كحال البقية، تاركا أذني متابعة لصوت سائق الباص، صالة رقم 3 تفضلوا بالنزول، يقولها السائق بصوت عال، وأثناء الخروج من الباص، رأيت المفاجأة صالة رقم (3)!! ومن شدة اندهاشي توقفت برهة (بلّمت) أمام باب الباص منبهرا بهيبة المنظر، فإذا بالرجل الذي خلفي يطلب مني الابتعاد من أمام الباب، ولسان حاله يقول (اخلص علينا وكأنك أول مرة تشوف شيء حلو.. قلة ولف).



منظر جميل ومهيب لصالة شاهقة الارتفاع والتي افتتحت مؤخرا في تاريخ 9 أغسطس 2016، وبتكلفة تقدر بـ588 مليون دولار فقط، بس، لا غير!! المهم، توجهت إلى داخل الصالة والتي تحتوي على 206 كاونترات، 38 جهازا ذاتيا لإنهاء إجراءات السفر، و12 كاونترا مخصصا فقط لتسليم الحقائب، وهنا أود أن أقول إن هذه المنطقة بالتحديد في غاية الجمال مقارنة بجميع المطارات التي زرتها، واصلت السير في صالة رقم 3 والتي تبلغ مساحتها تقريبا 380 ألف متر مربع متوجها إلى بوابات الصعود، إذ يبلغ عددها 28 بوابة 10 بوابات دولية و18 داخلية، أوصلني المرافق إلى صالة درجة الأعمال ثم غادر، على أن يعود إلي قبل الرحلة بنصف ساعة، تناولت وجبة الإفطار وتركت صالة درجة الأعمال رغبة في التجول في أرجاء الصالة 3 بمطار سوكارنو هاتا بجاكرتا، عندما توقفت في المنتصف أمام الجدار الزجاجي الشاهق المطل على الطائرات ومدرج الإقلاع، وبجوار المقاعد زاهية الألوان، ومقاعد أخرى متناثرة للاسترخاء، وبوابات واسعة مزينة بزخرفات تقليدية، وشبكة واي فاي هي الأسرع مقارنة بجميع مطارات العالم، شعرت حينها بسعادة غامرة إذ أرى مثل هذا الصرح موجودا في إندونيسيا.



بعد هذه الجولة جلست بجوار بوابة صعود الطائرة، ووجدتها فرصة لأطرح بعض الأسئلة على الموظف الذي يجلس أمام البوابة والذي فاجأني بأن الصالة تعمل حاليا بطاقة تشغيلية 40% فقط، ومختصرة على الرحلات الداخلية لشركة الخطوط الإندونيسية (جارودا)، وسوف يكتمل المشروع بنهاية مارس من عام 2017. وعن صعوبة الانتقال من صالة إلى صالة جديدة وعن حالات الارتباك و(اللخبطة) التي ربما تحدث، أجابني بثقة «لم يحدث شيء من ذلك بل كان سهلا وسريعا»، وذلك بسبب عمليات المحاكاة التشغيلية، محاكاة!! نعم كنا نقوم بعمليات تشغيلية تجريبية لمدة من الزمن قبل الافتتاح، لتفادي حالة الارتباك وعنصر المفاجأة، والتعود على المواقع والأجهزة الجديدة.. يا للروعة!



تقدر الطاقة الاستيعابية للصالة رقم 3 بـ25 مليون مسافر سنويا، وتحتوى على فندقين أربع نجوم، وقطار يربطها ببقية صالات المطار، وتصنف هذه الصالة بأنها صديقة للبيئة من ناحية استهلاك الطاقة وتدوير ومعالجة المياه، وتعد هذه الصالة إحدى الخطط الاستراتيجية التي تحقق الهدف الكبير، مطار يصل إلى تصنيف الخمس نجوم، وأن يكون مطارا محوريا منافسا لمطاري كوالالمبور وسنغافورة، وذلك بعد الانتهاء من الصالة رقم 4 مستقبلا.



نعم ما رأيته ونقلته لكم كان في إندونيسيا، تجربة جعلتني أشعر بالسعادة والغيرة في نفس الوقت.