فهد المرسال

سويعة الخدمة المدنية

الجمعة - 28 أكتوبر 2016

Fri - 28 Oct 2016

الكل يتحدث، المواطن الكريم، عامل المحطة، الخباز، السائق، التاجر، المجالس، جميعهم يعبرون عن قلقهم البالغ الذي لا يشابهه إلا قلق بان كي مون فقط! إطلالة الوزراء لم تبعثر تلك الضبابية الساكنة في بعض تفاصيل القرارات الأخيرة المتعلقة بالبدلات والرواتب والعلاوة وأوضاع اقتصادنا الحالية، لذلك ظلت الأسئلة ثائرة لا تهدأ تبحث عن تطمينات لا إجابات، المواطن البسيط لا يعرف حيثيات ألغاز الاقتصاد وتصنيفات وكالة «فيتش» وحلحلة التفاصيل الصغيرة ولو كانوا يعرفونها لما احتاج الوطن لرؤيته الطموحة المرتقبة! ولا تهافتوا لمتابعة بعض «مرتزقة» الاقتصاد في مواقع التواصل الاجتماعي أولئك العارفون حتى بالعملة النقدية المتداولة في ممالك النمل!، وكل ذلك الشغف بمتابعتهم لمحاولة فهم أوضاعنا الاقتصادية، الضبابية لا توصل إلى طرق آمنة، لذلك كان حريا بالوزراء الأفاضل إيضاح آلية تطبيق تلك القرارات بشفافية واضحة ومبسطة ومصارحة المواطن بما يجب أن يقدمه من تضحيات لبداية الوثبة الكبرى نحو رؤيته الطموحة، لا لتحميله خطيئة إرث من قصور النظر في بعض الوزارات المسؤولة عن التخطيط والتنمية، وكل تلك الحفلة السوداوية التي فاجأنا بها معالي الوزراء لأجل التبرير من خطوة النيل من الراتب المغلوب على أمره، وإلقاء بعض اللائمة على الموظف البسيط، كما تحدث وزير الخدمة المدنية عن «سويعة» إنتاج الموظف الحكومي، إطلالتهم تذكرني بقصة ذلك الذي حرر صديقه بعد أن أمسك به تيار كهربائي بعصا «مربوعة» غليظة حتى أفلته من الكهرباء ليرقد في قسم العظام مكسرا بسبب ذلك التدخل البريء!



ليت معالي الوزراء علموا بأن القرارات الشفافة قادرة على التسويق لنفسها واقتحام البيئة التي تناسبها، لم نكن بحاجة لدفعنا نحو سفوح الخوف واقتيادنا إلى مساومة بين «قصقصة» الرواتب أو الإفلاس!



سأعتذر نيابة عن نفسي لمعالي الوزراء قد نكون «ما ركبنا زين» في الفترات السابقة! ولمذيعي قنواتنا الرسمية أقول «فصفص وطقطق بجوالك» وأنت أمام الكاميرا فمن الواضح أن عدد المشاهدات ومتابعي القناة الأولى صفر، وأكبر دليل لجوء وزرائنا لقناة تجارية للحديث عن شؤون الوطن المحلية!