موسم الهجرة إلى الفضاء!

يقول الخبر الذي نشرته هذه الصحيفة الغراء إن شخصا يدعى إيجور وهو ـ حسب الخبر ـ رئيس المركز الدولي لبحوث الفضاء في فيينا قرر بعد التشاور مع المختصين في مجالات عدة إنشاء دولة في الفضاء.



ويهدف إيجور إلى أن تكون دولته الجديدة «Asgardia» ملجأ لما تبقى من البشرية، وحامية لها من الكوارث الطبيعية أو من التي يصنعها البشر في كوكبهم.

وهذا كلام جميل، وفيه شيء من الرومانسية التي تغري بمغادرة هذا الكوكب، لكن المشكلة التي ربما لم يفطن لها فخامة الأخ الرئيس ومجموعة العلماء الذين شاركوه الفكرة أن مشكلة الأرض هي الإنسان الذي يشكل أكبر خطر على الحياة، وبناء دولة بشرية في الفضاء قد لا يكون حاميا للبشرية من الانقراض بقدر ما هو خطر على الفضاء والكواكب الأخرى.



الدولة الجديدة أغرت كثيرا ممن سمعوا بها إلى تقديم طلبات اللجوء إليها بحثا عن الحرية والعدالة التي يوعدون بها، وأعداد السعوديين الذين تقدموا بطلبات اللجوء إلى «Asgardia» تجاوز الستمئة سعودي وسعودية، والعدد في تزايد.



وبالطبع فإنهم ليسوا وحدهم من طلب الهجرة إلى الدولة الفضائية الجديدة، لكن لكل شعب من شعوب الأرض تصوره الخاص عن الحياة التي يحلم بها ويتوقع أن يجدها هناك.



وأظن أن السعوديين الذين يريدون أن يكونوا من مواطني الفضاء يتخيلون دولة فيها شيء من العدالة الاجتماعية والمساواة، وبالطبع فإنه لا شك أنهم يتخيلون وجود دور للسينما هناك تعرض آخر الأفلام الفضائية والأرضية.



أما السعوديات طالبات اللجوء فلا شك أنهن يتخيلن أنفسهن في الدولة الجديدة وهن يقدن مركباتهن الفضائية دون تخويفهن من الذئاب البشرية التي تطوف المجرات بحثا عنهن!



وعلى أي حال..



أنا ممن يحبون الأرض، ولكني أكتب اليوم في الوقت الذي وصل فيه راتبي إلى البنك بدون علاوة ولا بدلات، ولذلك فقد بدأت أفكر في الهجرة إلى «Asgardia» وكل ما أحتاجه للتنفيذ هو الحصول على ضمانات بأنه لن يحملني أحد هناك مسؤولية فشله في التخطيط، ثم يعوض ذلك من خلال راتبي الفضائي.



[email protected]