رعاية الشباب.. والمستقبل

منذ إنشاء الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي تضطلع بمهام جليلة فيما يتعلق بالأمور الرياضية والثقافية، وكنّا نلمس الأثر الكبير لها في فترة من الفترات في مجالات متعددة سواء الألعاب الرياضية المتنوعة

منذ إنشاء الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي تضطلع بمهام جليلة فيما يتعلق بالأمور الرياضية والثقافية، وكنّا نلمس الأثر الكبير لها في فترة من الفترات في مجالات متعددة سواء الألعاب الرياضية المتنوعة

الأربعاء - 09 يوليو 2014

Wed - 09 Jul 2014



منذ إنشاء الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي تضطلع بمهام جليلة فيما يتعلق بالأمور الرياضية والثقافية، وكنّا نلمس الأثر الكبير لها في فترة من الفترات في مجالات متعددة سواء الألعاب الرياضية المتنوعة ومشاركاتها المحلية والدولية، وفي النشاطات الثقافية المتميزة من المطبوعات والكتب ومراكز بيوت الشباب، وفي مسألة مكافحة المخدرات التي كانت تحتل جزءا من اهتمام الرئاسة، ولكن مع الزمن أصبح هناك تراجع كبير في دورها الأساسي وأصبح اسم الرئاسة مرتبطا بلعبة كرة القدم فقط، وهذا تحوّل خطير في دورها المجتمعي الذي تنازعته الكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية مما سبب ازدواجية مقيتة في كثير من شؤون الشباب، وتجديد الدماء في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وإعادة هيكلتها هو مطلب إداري مهم لإعادة ترتيب الأوراق من جديد، وللوقوف على المسيرة الحالية والمستقبلية المحققة للأهداف الكبرى التي أُنشئت أصلاً من أجلها، ولعلنا نسلط الضوء على عدد من النقاط المهمة دعماً لإصلاح هذا القطاع التنموي والحيوي.

الرياضة ليست كرة قدم فقط، فالرياضات المختلفة سواء الجماعية أو الفردية أو الرياضات البدنية أو الذهنية يفترض أن يكون لها نصيب من اهتمام الرئاسة، فمثلاً رياضة الدفاع عن النفس بمختلف أقسامها كانت في وقت مضى لها شعبية كبيرة بين الشباب ولها تمثيل دولي عبر فريق نُفاخر بإنجازاته الماضية إلى اليوم.

بيوت الشباب كانت تضم نشاطات فنية وثقافية متعددة، نأمل أن تعود إليها الحياة من جديد وأن تصبح وجهة للشباب في استغلال أوقاتهم، وانتشارها في مناطق المملكة يتيح لها الفرصة في تصميم نشاطات وبرامج متعددة تناسب اهتمامات الشباب، وأن تصبح مصدرا لبث الوعي ونشر القيم والتزوّد بالمعرفة ومكافحة الأفكار الهدّامة والتطرف. وأيضاً نجد أن المجموعات التطوعية الشبابية ليس لها مظلة رسمية تتحرك من خلالها، فمن الأولى أن ترعاها الرئاسة وتجعل لها قانونا يحكم عملها وتنظيما لنشاطاتها وإشرافا رسميا مباشرا عليها حتى لا تستغل استغلالا سلبيا، وحتى يُستثمر في الشباب الدافع القيمي للتطوع وخدمة المجتمع على أكمل وجه وأبهى صورة.

المرأة السعودية ليس لها موقع في نشاطات الرئاسة حيث انحسر الجهد للشباب من الذكور فقط، وهذه إشكالية يجب التنبه لها من قبل المسؤولين وذلك بوضع برامج رياضية وأنشطة ثقافية تناسب المرأة وتحافظ على خصوصيتها وكرامتها وتسهم في تنميتها بما يتوافق مع تعاليم ديننا وتقاليدنا.

هذه عدد من الرؤى المستقبلية التي نأمل أن تنظر فيها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإدارتها الجديدة تحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد، حيث نتمنى أن تحظى رعاية الشباب بنقلة نوعية كبرى في طبيعة البرامج وتنوّع النشاطات بما يخدم التنمية الشبابية في البلاد ويحقق لها أكبر عائد ثقافي ورياضي مما يسهم في الحد من حالات الشذوذ الفكري والتطرف الديني ومكافحة الأمراض الصحية البدنية والنفسية بما يعود على المجتمع بالخير.