فاتن محمد حسين

مؤسسات الطوافة.. تطوير خدمات ونجاحات

مكيون
مكيون

الاثنين - 24 أكتوبر 2016

Mon - 24 Oct 2016

إن من يتتبع العمل في مواسم الحج يجد أن نسبة كبيرة من أهالي مكة المكرمة هم من يقدم خدمات الحج من منطلق أن أهل مكة أدرى بشعابها، ولكن مع ذلك تعمل في المجال قطاعات أخرى من مناطق المملكة كافة كالصحة والأجهزة الأمنية، بل هناك من اللجان العاملة في المؤسسات نفسها من يعمل من غير المطوفين، وكذلك بعض الموظفين في مكاتب الخدمة الميدانية، بل إن العاملين في وزارة الحج معظمهم من غير أبناء الطائفة، ومن يظن أن المطوفين يحتكرون العمل في الحج فهو مخطئ؛ لأن هناك أيضا أعمالا حرة كثيرة؛ فهناك من يعمل في شركات النقل، وآخرون في شركات ومؤسسات التغذية، وفي التجارة، والمقاولات لتشييد الخيام في عرفات، وتجهيز منى، وغيرها.



وحينما أعطيت مهمة خدمات الحجيج للمطوفين عن طريق الوراثة التي امتدت لأكثر من ثمانية قرون، وثبتها لهم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ببلاغ مكة الشهير، لم توضع للنساء في النظام وراثة للمهنة، وحقيقة فقد رضيت المطوفات - مؤخرا - بهذا لأنهن أدركن حصافة الأنظمة، وخطورة دخول أجانب إليها مما يتسبب بحدوث (تدويل للطوافة)، ودخول ربما من لهم أطماع كإيران وغيرهم في العمل بالمهنة وهذا ما لا ترضاه الدولة التي تتشرف بأن تكون خدمات الحج والعمرة تحت إدارة أنظمتها وتعليماتها.



وأما من يدعي بأن هذه المؤسسات لم تطور من خدماتها منذ عقود فهو يجانب الصواب، فهناك تطوير شامل في الخدمات؛ وما حصول مؤسسة جنوب آسيا في عام 1430على جائزة مكة للتمييز إلا لنجاحها في أساليب تطوير الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، وكذلك حصولها على جائزة المدينة المنورة للتميز عام 1431في التراسل الالكتروني للتفويج.



وفي هذا العام وقعت مؤسسة حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأستراليا وأمريكا اتفاقية مع جامعة أم القرى لمشروع النظام التقني، وذلك لمتابعة ومراقبة حافلات النقل الترددي الكترونيا، والتي ينفذها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة. وكذلك اتفاقية أتمتة أعمال المؤسسة مع (بيت خبرة الاتجاهات المتقدمة لأمن المعلومات)؛ لتقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.

بل تقوم معظم المؤسسات بتقديم الخدمات حسب الفئات (أ) و(ب) و(جـ) و(د)، ولكل فئة خدمات خاصة، بل إن لدى مؤسسة جنوب شرق آسيا أفضل خدمات (للتغذية في الحج) حيث تقدم قوائم الطعام حسب الدولة وأنواع الأطعمة التي يفضلها حجاجها مع أعلى مواصفات ومعايير الجودة والسلامة.

كما أن مؤسسة الدول العربية كثفت هذا العام اهتمامها بتلطيف الأجواء وزيادة السوائل والمبردات والثلج والعصائر للحجاج، وكذلك زيادة طاقة التكييف في عرفات من 50 طنا لكل 50م3 إلى 50 طنا لكل 40م3 والنتيجة تحسن كبير في تكييف المخيمات.



وتقوم مؤسسة أفريقيا غير العربية بخدمات ومجهودات متميزة من خلال مكاتبها الميدانية؛ فقد زرت شخصيا مكتب الخدمة الميدانية رقم (26) ورئيسه المطوف/ فيصل علي سيف الدين، لتبادل الخبرات والآراء مع اللجان النسائية في المؤسسات ومكاتب الخدمة الميدانية، وقد سررت جدا بما يقدمه من خدمات ذات جودة عالية بالرغم من تأكده من أن إيرادات المكتب لن تغطي مصروفاته، ولكنها قيم الطوافة التي اكتسبها من آبائه وأجداده بأن خدمة الحاج وراحته فوق أي اعتبار آخر.



وأما مؤسسة إيران فبالرغم من عدم قدوم حجاج المؤسسة لهذا العام، فقد تم تنمية الخدمات الإضافية للشركات السياحية والفرادى من فرش المساحات بالسجاد وتقديم الماء البارد ووجبة جافة بمشعر مزدلفة، كذلك إضاءة جميع المخيم بمشعر عرفات وتركيب مكيفات الفريون والثلاجات الفريزر وتقديم الثلج والماء الساخن للمشروبات، والتوسيع على الحجاج من مؤسسات أخرى.

هذا كله فضلا عن فرش مشعر مزدلفة بالكامل ونجاح خطط التفويج لدى جميع المؤسسات ونظافة المخيمات والطرقات ما بعد الحج وتسليمها لأمانة العاصمة المقدسة، كل ذلك بقيادة الربان الماهر معالي وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بنتن الذي أدرك مواطن الإبداع في الخدمات المقدمة بحكم الخبرة والكفاءة والمهنية.



فإذا علمنا أن اتجاهات الدولة في الرؤية 2030 تقوم على الخصخصة، ومؤسسات الطوافة هي قطاع خاص أصبح لها كيان اعتباري بإلغاء صفة التجريبية عنها منذ عام 1428، وبها أكثر من 25 ألف مطوف ومطوفة، وهم مواطنون يدينون بالحب والولاء للقيادة والانتماء للوطن. و(احترافية المؤسسات) تحققت عبر تطبيق شعار: «خدمة الحاج شرف ومسؤولية وأمانة»، وهي مبادئ نعتز بها، ورسالة بنجاح مؤسسات الطوافة في أداء مهامها.