فايع آل مشيرة عسيري

يا ناس الأخضر لا لعب..!

الاحد - 23 أكتوبر 2016

Sun - 23 Oct 2016

عقود عبرت بنا نحو ذاك المجد الكروي العظيم، وما زالت ذاكرتنا تحتفظ بالحب الذي رسمه فناننا الكبير الراحل طلال مداح على ناصية ذاك الطوفان الأخضر.. طلال الذي رحل تاركا فينا صوته وجعا وحنينا يستطيل كلما راوغ ماجد حراس العالم..



رائية صوت الأرض التي كلما عزفت أبكتنا هذه الأغنية تحديدا بإيقاعاتها وكأنها هندسة الفنان صالح خليفة.. منتخبنا هذا يجتر معه ذاكرة عاشقين يسكنهم البياض والحب.. ووجه عراب كرتنا السعودية الأمير الراحل فيصل بن فهد رحمه الله، منتخبنا الذي كلما احتسينا هذه الأغنية نتذكر محيسن الجمعان اليافع ابن الـ17 عاما ومراهنة القدير خليل الزياني على نجاحه..



منتخبنا الذي كلما رأيت كأس آسيا شاهدت الإمبراطور صالح النعيمة يحمله بقوة ويرفعه بقوة كأنه يصرخ في وجه العالم قائلا: السعودية أولا.. السعودية هي كبيرة آسيا وإن غابت عن المشهد..



وتستمر الأغنية وتستمر الذاكرة تبحر في عيون طفولة باكية ترى عبدالجواد ينطلق فرحا بقذيفة لا يجيدها إلا العمالقة.. هل رأيتم شايع النفيسة ومرونة قال عنها الأنيق عبدالله وبران يستحال أن تتكرر ثانية..



ليلة أعادت فينا حلما غاب عقودا طويلة عن تصفيات آسيا وتأهل لكأس العالم الأستاذ تركي العجمة عبر برنامجه الشهير كورة قرأت في عينيه دموعا بحجم وطن.. الجميل المصيبيح يقول:



كنا نعلم بأن ما نطرحه في الإعلام خلفه أساطير تملك روحا، وهل ينسى جرح النعيمة وإصابة ماجد بعد أن هد سور الصين العظيم قال عنه العملاق علي داود هدف إعجازي، وبكاء رفيق دربه العاشق الكبير محمد رمضان..



منتخبنا هو ماض جميل ومستقبل أجمل، نراه في هذا المنتخب الحلم الذي أعاد فينا المتعة الفنية، الإبداع والإمتاع والحضور الجماهيري الكبير.. أعاد فينا تاريخا رياضيا مشرفا، أعاد فينا كبرياء القارة، أعاد لنا الأمل الذي راودنا كثيرا أن نحققه واقعا كأس آسيا الحاضر الغائب عن خزائن الأخضر منذ عام 1996والتأهل لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا بعد غياب مونديالين حزينين..!



من رأى توليفة مارفيك وإدارته الفنية وقيادة القدير طارق كيال يدرك أن هذه العطاءات والتضحيات من كل نجومنا هي ترجمة عمل كبير اكتملت فيه منظومة النجاح فتصدر الأخضر مجموعته الحديدية بجدارة، ليلتها بكى عيد مع ملك الحزن عبادي الجوهر ما لهذا الحزن آخر ما لهذا الجرح آخر.. وغدا نتأهل لمونديال الدب الروسي.



ومضة:

يا ناس الأخضر لا لعب.. بركان يتفجَّر غضب.